تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الإندبندنت تؤكد أن أردوغان يخدع أميركا بمحاربة داعش...الفايننشال تايمز: تركيا ستسقط رهينة لأضغاث أحلامه

وكالات - الثورة
الصفحة الأولى
الاثنين 31-8-2015
بعد تدخله في شؤون دول المنطقة الداخلية، ودعمه الإرهاب الذي يرتكب المجازر فيها، والحرب التي يشنها على حزب العمال الكردستاني وفرض الحصار على جنوب تركيا، وقضايا الفساد التي تلاحقه وطافت على سطح فترة حكمه،

والدعاوى التي رفعت ضده في هذا الشأن، بات رئيس النظام التركي الزئبقي أردوغان يعاني عزلة داخلية، حصد نتيجتها في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، ما دفعه للعمل من أجل التفرد بالحكم لإتمام نفوذه.‏

صحيفة «الفايننشال تايمز» نشرت مقالا للكاتب البريطاني ديفيد غاردنر أكد فيه أن أردوغان يعاود السعي إلى حكم الفرد في تركيا التي قد تسقط رهينة لطموحه فيما لو استمرت الأمور على هذا الحال، ورأى أن نتيجة انتخابات حزيران كانت برلمانا معلقا، أما رسالتها فكانت أن أغلبية الأتراك يرفضون بشكل واضح حُكْم الفرد.‏

وأضاف: منذ صعود أردوغان إلى كرسي الرئاسة العام الماضي استحوذ على السلطة من البرلمان والحكومة ومؤسسات مثل القضاء، وكان هدفه المعلن متمثلا في تحصيل أغلبية مطلقة لمصلحة حزبه العدالة والتنمية في سعي جامح منه إلى السلطة.‏

ولا يبالي أردوغان بأن البلد الذي فعل الكثير للاستحواذ على سلطاته، يتعرض لهجمات على كافة الجبهات: من الجنوب على أيدي تنظيم داعش الذي شن الشهر الماضي هجمات داخل تركيا قيل إنها جاءت بالتنسيق مع حزب أردوغان لأسباب انتخابية داخلية، فيما يشهد الجنوب الشرقي من البلاد تجدد اشتعال للقتال، كل ذلك وسط اقتصاد راكد وعملة تشهد قيمتها تراجعا في ظل حالة من الغموض الكثيف المخيم على الأسواق الناشئة.‏

ورأى غاردنر أن أردوغان، الذي يحكم كسلطان هوائيّ المزاج من قصره العثمانيّ الطراز البالغ حجمه أربعة أمثال حجم قصر فرساي، يبدو مُجسّدا للمقولة المنسوبة إلى لويس الخامس عشر «أنا ومن بعدي الطوفان».‏

ويرى العديد من المراقبين الأتراك وبعضهم من داخل أروقة حزب العدالة والتنمية أن هذا القائد الـ»زئبقيّ» قرر إعادة الانتخابات فور ظهور نتائج الانتخابات، ومن منطلق وصايته المزعومة، بدا أردوغان معتقدا أن أبناءه الأتراك اقترفوا خطأ لكن بإمكانهم تصحيحه، ولاسيما بعد أن يكتشفوا سريعا أن مشكلات تركيا اليوم نشأت نتيجة فشلهم في التمسك بحكومة أحادية الحزب تحت رئيس قوي.‏

ولفت غاردنر إلى الطريقة التي تعاطى بها أردوغان مع مظاهرات «منتزه غيزي» السلمية عام 2013 عندما صوّر الأمر على أنه مؤامرة كبرى للإطاحة به، وهو ما كان حقيقة بالفعل: حيث سعى إلى ذلك حلفاء إسلاميون سابقون من داخل مؤسسات الشرطة والقضاء والأمن، لكن ما يخشاه أردوغان في حقيقة الأمر هو الخضوع للمساءلة، وهذا هو السبب وراء محاولاته نسْف سيادة القانون وتسريح أو تهميش رجال الشرطة والقضاء وتكميم أفواه المعارضة في ظل إقالة المئات من الصحفيين منذ تظاهرات «منتزه جيزي» وملاحقة العشرات من المواطنين بدعوى تشويه صورته، ولا سيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي.‏

وعبْر الحدود مع سورية، التي ظلت أنقرة تسمح حتى وقت قريب بمرور الإرهابيين والمتطرفين والأسلحة إليها عبْرها، كان التركيز منصبّا على إسقاط الدولة السورية، وقد أصيبت أميركا وحلفاؤها بالإحباط من تقاعس أردوغان عن شن هجوم على تنظيم داعش.‏

لكن من المفترض أن هذا الوضع تغيّر بعد أن شن تنظيم داعش هجوما على مركز ثقافي كردي بمدينة «سروج» الشهر الماضي ما أدى إلى مقتل 33 شخصا. بعدها شنت تركيا ثلاث غارات جوية فقط على داعش في شمال سوريا مقابل مئات الغارات على حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.‏

من جهتها نشرت صحيفة الإندبندنت مقالا لباتريك كوكبرن بعنوان: تركيا خدعت أميركا، وداعش يجني الثمار .‏

ويقول الكاتب إن الولايات المتحدة وبتوقيعها الاتفاق العسكري مع تركيا لاستخدام قاعدة إنجرليك الجوية، خانت حزب العمال الكردستاني الذي كان أكثر الحلفاء فعالية ضد تنظيم « داعش».‏

فالاتفاق العسكري يقضي بحصول أميركا على تعاون عسكري أكبر من تركيا، لكن بسرعة تبين أن هدف أنقرة الحقيقي كان الحزب في تركيا وسورية والعراق، وأن الضربات ضد داعش لم تكن أولوية للأتراك، إذ أن 3 غارات جوية تركية فقط استهدفت تنظيم الدولة مقابل 300 شُنت ضد قواعد لحزب العمال الكردستاني، كما يقول كوكبرن.‏

ويضيف المقال أن هناك قناعة كبيرة في واشنطن إن تركيا خدعت الولايات المتحدة، عندما أظهرت أنقرة أنها تريد ضرب داعش في حين كانت نيتها استهداف الأقلية الكردية البالغ عددها 18 مليونا.‏

وقال كوكبرن إن الولايات المتحدة كانت تحاول انشاء قوة «معتدلة» من الإرهابيين لتحارب «داعش» والحكومة السورية، وفي شهر تموز أرسلت مجموعة منهم تحت مسمى الفرقة 30 ، ولكن ما ان عبر أفرادها إلى سورية من تركيا حتى وجدوا إرهابيين من جبهة النصرة الذين أسروا عددا منهم.‏

ويقول كوكبرن إن الحملة العسكرية الأمريكية ضد داعش فاشلة، ولم تغير الاتفاقية مع تركيا شيئا، لكن هناك سببا أقوى لعدم قدرة أمريكا على مواجهة التنظيم الارهابي بصورة ناجحة، كما يذكر المقال، وهو أن الولايات المتحدة ومنذ هجمات الحادي عشر ايلول، أرادت مقاتلة تلك المنظمات من نوعية تنظيم القاعدة، ولكن من دون تعكير صفو علاقاتها مع تركيا والسعودية وباكستان ودول الخليج.‏

إلا أن هؤلاء الحلفاء كانوا حواضن، أو متغاضين، أو فاشلين في التحرك ضد المجموعات الشبيهة بالقاعدة، مما يفسر سبب نجاحاتها المستمرة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية