تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سكر دير الزور ومؤسسة المياه تسوغان!.... التلوث يحرم سكان حطلة والزوية من مياه الشرب

مراسلون
الخميس 2-4-2009م
عبد اللطيف الصالح

إذا كان واقع الأحياء السكنية المتواجدة بموازاة سرير الفرات مثل أحياء حطلة والصالحية إضافة إلى قرى محاذية لمدينة دير الزور من جهة الشرق قد يعاني في كل موسم من الروائح الكريهة الناتجة عن معمل السكر

خلال الدورة التشغيلية لعمليات تصنيع الشوندر وذلك لعدم وجود محطة معالجة في المعمل تفي بحل مشكلات نواتج ومخلفات التصنيع التي تتسبب بانتشار هذه الروائح وتزعج السكان، فإن المعاناة الأكبر ما يلحق مياه الفرات من أضرار تلوث ناجمة عن انحدار هذه المخلفات والنواتج باتجاه النهر وعبارة قناة مكشوفة تحولت إلى مدفن للحيوانات النافقة ومجرور صرف صحي للتجمعات السكانية القريبة منها وينتهي مصب هذه القناة بمحاذاة محطة لتصفية مياه الشرب تغذي سكان حطلة والزوية.‏‏

ولأن هذه المشكلة تفاقمت مع وصول الجهات المعنية إلى مرحلة العجز في إيجاد حل لها تزايدت شكاوى الأهالي وارتفعت أصوات بعض الجهات لإبعاد مخاطر هذا التلوث من مياه نهر الفرات، وكانت النتيجة أن بادرت شركة السكر بدراسة تنفيذ محطة معالجة ولكن هذه الدراسة لم تخرج إلى النور فمنذ عام 2003 تم التعاقد على الدراسة ولكن تبين فيما بعد أنها دراسة فاشلة لا تحقق الجدوى الفنية المطلوبة.‏‏

وفي هذا الصدد يقول السيد محمد سعيد جنيد مدير عام شركة السكر: منذ حوالي أربع سنوات، تم التعاقد مع جامعة حلب وحدة هندسة الطاقة لدراسة محطة معالجة واستمرت الدراسة أربع سنوات وأخيراً قدمت جامعة حلب دراستها بكلفة 200 مليون ليرة سورية وبناءً على توجيهات الوزارة تم تدقيق هذه الدراسة من قبل مكتب مختص وتبين فيما بعد أنها دراسة فاشلة لا تحقق المطلوب، ولهذا رفضت الدراسة بالكامل مع العلم أن شركة السكر قامت بصرف سلفة مالية مقدارها 400 ألف ليرة سورية لجامعة حلب مع بدء أعمال الدراسة وحاولنا استردادها إلا أن الجامعة رفضت ذلك وحالياً أقمنا دعوى قضائية لاسترداد مبلغ السلفة.‏‏

وأوضح المدير العام أنه وعلى ضوء فشل دراسة جامعة حلب أعلنت الشركة مجدداً عن إجراء مناقصة (داخلي،خارجي) وللمرة الثالثة لدراسة وتقديم وتنفيذ وتشغيل محطة معالجة مياه شركة سكر دير الزور الناتج خلال دورة التشغيل (مفتاح باليد) وقدمت عدة عروض وحالياً الشركة في طور إنجاز الإجراءات اللازمة لفض العروض ومن ثم التعاقد، حيث قمنا برصد مبلغ 100 مليون ليرة سورية لهذا المشروع الذي نأمل أن ينجح وينجز بأسرع وقت ممكن.‏‏

مدير عام شركة السكر قال: اتفقنا مع مؤسسة مياه دير الزور أن نقوم بتأمين قساطل بطول 800 م لتحويل مجرى مصب القناة بعيداً عن محطة الشرب التي تغذي حطلة والزوية وتقوم مؤسسة المياه بعمليات التنفيذ ومنذ ثمانية أشهر تم تأمين القساطل إلا أن المؤسسة لم تستجب لذلك، كما طلبنا أكثر من مرة من مديرية التشغيل والصيانة في حوض الفرات الأدنى تعزيل هذه القناة كونها تتبع لتلك المديرية وأيضاً لم يتم الاستجابة لطلبنا هذا.‏‏

من جانبها قالت مؤسسة مياه دير الزور وعلى لسان معاون المدير العام للمؤسسة المهندس جاسم الحميد إن قناة التصريف التي ينتهي مصبها بمحاذاة محطة لتصفية مياه الشرب لم تقتصر مشاكلها على نواتج ومخلفات معمل السكر فحسب وإنما تضاف لها مشكلات أخرى ناجمة عن غسيل الأراضي المتحلحلة ومياه الصرف الصحي التي تنحدر في القناة وتصب بمحاذاة محطة المياه.‏‏

ولهذا فإننا كمؤسسة سنضطر إلى إيقاف محطة تصفية المياه عن العمل وبالتالي حرمان السكان من مياه الشرب نتيجة ارتفاع نسبة التلوث الناجمة عن هذه المخلفات في المياه الخامية.‏‏

وفيما يخص الحل الإسعافي الذي تحدثت عنه شركة السكر فإن القساطل التي تم تأمينها من قبل الشركة لا تفي بالغرض كون أقطارها صغيرة، كما أن عمليات تحويل المصب تحتاج إلى دراسة من حيث الميول والمناسيب وقد أعلمنا شركة السكر بذلك ولجأنا كمؤسسة إلى مخاطبة وزارة الاسكان لإجراء دراسة فنية لتحويل المصب وتمت الموافقة وحالياً الدراسة جاهزة وسيتم التعاقد مع الشركة العامة للمشاريع المائية بالتراضي لتنفيذ تحويل المصب ونحن الآن في طور اجراءات التعاقد.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية