|
ساخرة (حي العرب) فقال: شخصية عراقية عجيبة ومدهشة، خرجت من العراق الشقيق، وصاحب مغامرات ضاحكة وباكية طويلة في أرجاء الوطن العربي الكبير والعالم الإسلامي وأوروبا، وهو من مواليد بغداد 1899، وقد تزوج خلال حياته التي استمرت تسعين سنة ثمانين امرأة، الأديب الكبير صديق يونس البحري الدكتور عبد السلام العجيلي يقول إنه عاش ثمانين سنة، وذلك في كتابه (حفنة من الذكريات) ثم يستطرد العجيلي قائلاً: لم يكن يونس بحري مجرد مذيع يقرأ النشرة التي تقدم إليه، بل كان خطيباً مصقعاً - أي: بليغاً - وداعية مثيراً ومعلقاً ساخراً، نحن الذين سمعنا صيحاته من العلب المكعبة - يعني الراديوهات - تلك الأيام، ما زلنا نذكر مبتسمين من سذاجة جماهيرنا آنذاك، نداءاته إلى العرب للثورة على مستعمريهم في كل مكان، حين كان يصيح: أيها العرب اركبوا خيولكم وجردوا سيوفكم، ولا صوته الشامت حين يصف إنكلترا التي كانت الغواصات الألمانية تصطاد سفنها في جوانب البحار، بأنها بريطانيا سيدة قعر البحار، وما زلنا نذكر استدراكه حين أخطأ عن عفوية أو متعمد فلفظ اسم (تشمبرلن) مكان (تشرشل) إذ أسرع فقال: معذرة، إن البقر تشابه علينا. وكانت إحدى نكاته البليغة شديدة الإيلام، حين أعلن أن وزارة الحرب الألمانية زادت ميزانية دفاعها ثمانية ماركات! لماذا؟ لأن الإمارة (العربية) الفلانية انضمت أخيراً إلى الحلفاء وأعلنت الحرب على الرايخ الألماني. |
|