تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


علامة فارقة أم ردود حارقة!!

فضائيات
الخميس 2-4-2009م
هفاف ميهوب

لاشك أن الأسئلة والاستفسارات الكثيرة التي كانت معلقة في ذهن كل مثقف يعيش على مرمى الإهمال وجدت أخيرا إجابات حارقة عرفت طريقها إليه بمشاهدة برنامج علامة فارقة،

بعد الذي استضاف وزير الثقافة السورية رياض نعسان آغا،فشكرا للبرنامج الذي أشبع نهم المثقفين للإجابة وشكرا للسيد الوزير لأنه غرس في نفس كل صحفي أملاً أخضر،بإمكان قلمه أن يعشوشب قلمه من خلاله، ولاسيما بعد أن يرتوي من العلامات الفارقة.‏

لكن وفي حال لم يتأت لأحد هؤلاء المثقفين أن يشاهد البرنامج فبإمكاني وعلى سبيل راحة الضمير أن أذكر له بعض أهم ما طرح فيه من علامات ثقافتنا السورية الفارقة،وبعدها بإمكانه معرفة لماذا يسقط الغالبية في امتحانات التأهيل الثقافي.‏

السيد الوزير الذي أكمل خطط من سبقه في الوزارة عمل جاهداً على ترميم النقص الكبير في مفاصل العمل هذا النقص الذي اضطر الوزارة للاستعارة من وزارة التربية،ليضع بعضهم في أماكن حساسة...!! بل ورغم إمكانيات الوزارة أو ميزانيتها الضعيفة قام بتأسيس مسرح قومي في المحافظات وإطلاق صحافة جديدة خاصة بالوزارة ناهيك عن تكريم الكثير من الرواد العرب،المثقفين إضافة إلى النشاطات والعروض والمهرجانات الثقافية.‏

وهنا أليس من حق كل مثقف يمتلك من المؤهلات الثقافية ما لايمتلكه ذاك المستعار من التربية أن يسأل:لماذا أنا مثقف عاطل عن العمل وخارج إطار الأهمية.‏

بل أليس من حق مثقفينا السوريين المغيبين عن الساحة الثقافية والقابعين تحت ظلال أحلامهم،والقانعين بما ملكت أهدافهم أن يكونوا أحق بالتكريم من رواد كثر استوردنا نشاطاتهم،فما وجدنا فيها علامة تفوق مافي مجتمعنا من علامات قيد الكتمان والإهمال...فهل بإمكاننا القول أن الثقافة السورية بخير ومزدهرة؟ سؤال كرره مقدم البرنامج الذي اضطر أخيراً للقبول بأمر الجواب الذي تماهت فيه الإجابة.‏

إذا ليسمح لي البرنامج بتقديم إجابة نافعة وذلك بعد سماعي تعليق المقدم للبرنامج على قول كان السيد الوزير ذكره سابقا في إحدى حواراته... وهو أن الثقافة تزدهر في عصور الانحطاط...فإذا كان السيد الوزير يقصد أن الأمة تحتاج أثناء الحروب والويلات والكوارث إلى مثقفيها لينهضوا بها فأنا أرى أن ثقافتنا ليست بخير لطالما الإهمال الذي يضرب اهتمامات وطموح المثقف بعرض اللامبالاة هو من أشد الويلات والمصائب التي تجعل من مثقفينا محاربين على حافة التصميم.‏

لكن ولأن المبدع لايحتاج إلى وزارة كما ذكر السيد الوزير الذي استشهد بأسماء مبدعين قدامى كالمعري والمتنبي وغيرهم ممن لم يكن في عصرهم وزارات ...فأقترح إلغاء جميع المراكز الثقافية والوزارات المسؤولة عن دعم وتنمية المثقف،وبعدها سنجد كم ستزدهر الثقافة بشرط أن يفتح كل أمير(مسؤول أو وزير)باب إمارته ليستقبل مبدعاً من المبدعين فيلقي على أسماعه قصيدة أو حكمة أو نادرة ...يشرح صدره بها،لينشرح وهو يتلقى من الأمير كيس دراهم،يعوضه عن كل قصور ومتاحف ومراكز الثقافة!!‏

يبقى الأهم من ذلك عندما سئل الوزير أليست الثقافة هي الكنز الأكبر في سورية فأجاب(ليتر مازوت،أهم من قصيدة عندما يكون الطقس باردا!!)ألا تعرف ياسيدي بأن أكثر الناس إبداعا واهتماماً بتثقيف نفسه ذاك الذي لايملك حتى مدفأة!!بل لايملك حتى ما يكفي قوت يومه!‏

أخيرا إن ما أقدمت عليه من منع ابنك من الغناء في سورية خشية أن يقال والده وزير ليس مبررا،ذلك أن إبداعات الإنسان،هي النسب الذي يعتز ويفخر به،وبلدنا أحق بإبداعاتنا حتى لو حفرت في رؤوسنا أعماق الوجع...!!‏

انتهى البرنامج وسأؤكد بأن الثقافة السورية بخير،ومزدهرة لكن في أقلام وأرواح كثر مما لانعرفهم ولا يريدون أن تعرفهم الوزارات والمراكز المتعهدة بالثقافة،المستقبل كفيل بإثبات ذلك،رغم التطور الهائل في الاتصالات فعلامة العشق الحقيقية تلك التي يحتضن المبدع فيها الكتاب!!ويعطر الورق بأنامله لينبعث بوح الثقافة بكل مافيها من علامات فارقة!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية