تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


النـــاس للنـــاس

معاً على الطريق
الخميس 2-4-2009م
عبد النبي حجازي

كانت تباشير انعقاد مؤتمري القمة(العربي-والعربي الأمريكي الجنوبي) حلما بيوم ربيعي كما قال أبو تمام:

يا صاحبيّ تقصّيا نظريكما‏

تريا وجوه الأرض كيف تصور‏

تريا نهارا مشمسا قد شابه‏

زهر الربى فكأنما هو مقمر‏

وانعقد المؤتمران وحضر من حضر وتخلف من تخلف! وخيل إليك أن العالم يصغر, والتفاؤل يكبر, وإذا بك أمام أسئلة تغزو رأسك:‏

أيعني التفاؤل أن تغمض عينيك فتترك ناقة زهير بن أبي سلمى العشواء تخبط لا تميز بين خطأ أو صواب؟ أم تتشاءم لا تقبل بحقيقة واقعة ما لم ترها ملء سمعك وبصرك وسائر حواسك؟ أنت لست(تقليديا) تعيش الحاضر بعقلية الماضي, ولست (دونياً) تجعل الأمم المتقدمة مثلك الأعلى, بل واقعي منفتح على الماضي والحاضر والمستقبل, وعلى العالم ، على هواجس المترفين تعضهم الأزمة المالية واستغاثة المشردين يأكل أكبادهم الجوع والمرض وتحلم لتحافظ على توازنك النفسي حتى لو كان حلمك عصي المنال, وللحلم خير من الانغلاق.‏

يقول المعري منذ ما يزيد على الألف عام:‏

الناس للناس من بدو وحاضرة‏

بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم‏

وتتساءل: ألاينطبق قول المعري على العلاقات بين الدول كما ينطبق على العلاقات بين الأفراد؟ أو كان صار ما صار بعد الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001 لو أن ذياك الأهوج دبليو بوش ومن معه من المحافظين الجدد قبل أن ينقضوا على المسلمين والعالم الإسلامي ويشوهوا الحياة على الأرض حاولوا تفسير أسباب ظاهرة ذاك الاعتداء وأعادوا النظر في علاقات أمريكا مع الشعوب التي ابتلوها بالمآسي والويلات؟‏

أويصلح أوباما بشهر ما أفسده دبليوبوش بدهر أم يغرق في بحر الأزمة المالية اللجب يصارع أمواجها يعلو بعضها ويخفض رأسه لبعضها؟‏

أولا ينطبق على سلسلة الرؤساء الأمريكيين (شياطين ورحمانيين) في محاولة التفاوض مع (الأعداء) الذين صنعهم دبليوبوش, قول المتنبي:‏

والظلم من شيم النفوس فإن تجد‏

ذا عفة فلعلة لم يظلم‏

أولا يعني أن نجاح نتنياهو صورة أخرى لمن سبقه ومن يتلوه بالسفاهة وادعاء السلام وشن الحروب؟‏

وتهبط إلى عالمك يكبلك بنوره وظلامه بارتفاع الأسعار أو انخفاضها بالرواتب وقلة الحيلة وانعدام الوسيلة فتداهمك الأسئلة من جديد:‏

أيؤدي الجوع والتنبلة إلى سرقة أم أن اللص(العريق) مهما ملأ جعبته ومهما أتخم لا يشبع؟‏

أيؤدي القمع إلى التطرف أم أن التطرف ينشأ منذ أول صفعة يوجهها أب لابنه بذريعة المبادئ الأخلاقية؟‏

أهي طوباوية أم واقعية أن تحلم بمجتمع تكون فيه المسؤولية تكليفا لا تشريفا لا أن يكون فيه الراعي حاكما مطاعا والرعية رعاعا؟‏

أيستطيع رجل الشرطة أن يضبط سيارة مخالفة لمسؤول أم أن القانون وضع للرعية واستثنى الأولياء الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون؟‏

Anhijazi@GmaiL.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية