|
أخبـار فليس هناك من توصيف أدق وقراءة أبلغ للمشهد الصهيوني ، من تلك التي أعطاها السيد الرئيس بشار الأسد ، في كلمته التاريخية بافتتاح قمة الدوحة العربية ، والتي تؤكد أن مجيء حكومة يمينية متطرفة لا يغير في الواقع شيئاً ، لأن يمينهم كيسارهم كوسطهم ، جميعهم يتنافسون على أراضي العرب وأرواحهم ودمائهم ، وجميعهم يعكس حقيقة أن المجتمع الإسرائيلي غير مهيأ للسلام وهو لم يكن مهيئاً من قبل ، ولكن حاله تسؤ يوماً بعد يوم ، وعلينا توقع مجيء حكومات أكثر رفضاً للسلام مع مرور الوقت ، يتم اختيارها من قبل مجتمع يزداد تطرفاً وميلاً للعدوان . وأغلب الظن : أن لا أحد بعد اليوم يخالجه الشك ، من أن مسألة السلام في ظل ما قدمته الانتخابات الصهيونية من معطيات ، قد باتت في حكم المنتهية والمحسومة لغير مصلحة الأمن والاستقرار ، وهي تشهد اليوم تحولات خطيرة وتنحو في اتجاهات تصعيدية وتفجيرية أكبر ، وتعقيدات تقبر التسوية وتجعلها استحقاقاً في خبر كان ، لا سيما أن العدوانية المعبرة عن مزاجية وسلوك وتوجه الشارع الإسرائيلي ، قد أسقطت وإلى ما دون رجعة لغة الدبلوماسية ، لمصلحة تغليب شريعة الغاب والحرب . وهذا يعني بوضوح لا جدال فيه كما قال الرئيس الأسد : ( أننا كطرف عربي ومنذ أطلقنا المبادرة العربية للسلام ، لا يوجد لدينا شريك حقيقي في عملية السلام ) ، ذلك أن إسرائيل التي تتحمل وحدها مسؤولية قتل المبادرة ، لا تزال ترفض القبول بأية مرجعية تضمن الحقوق العربية وتنص على وجوب عودتها إلى أصحابها ، الأمر الذي يحتم مشروعية وأحقية التعاطي مع هذا الصلف والعناد ، بخيارات أخرى بديلة تبقى أوراق قوة وعوامل ضغط ، تستطيع أن تجلب السلام وتفرض معادلته . وإذا كانت المقاومة أحد أبرز هذه الخيارات ، وأكثرها فاعلية وجدوى تجاه عدو لا يؤمن بالسلام ويتهرب منه ، وإزاء مجتمع دولي ما انفك يستهتر بانحياز بالمطالب العربية العادلة ، وبحاجة هذه المنطقة للهدؤ والاستقرار ، فإنه من الضرورة بمكان إعادة تذكير العالم : أننا ما كنا ولن نكون في موقع الاستجداء للحق ، أو المساومة على ذرة واحدة منه ، واستعادته كاملاً من الغاصب الإسرائيلي شرط يستحيل دونه تحقيق السلام. |
|