|
رؤية وتساهم في كسر النظرة العامة السائدة عن النحت والمكرسة منذ المرحلة الوثنية، والتي تتصاعد من خلالها مقاربات سوء الفهم والخطأ والالتباس باعتبار المنحوتة من المحرمات، فإن العمل النصبي السوري لايزال في طوره التأسيسي على عكس مايحدث في الرسم والتشكيل الخطي واللوني بأساليبه المتفوقة وبتقنياته المختلفة والمتنوعة، والذي يبقى الأكثر إشعاعاً وحضوراً وإبداعاً خلال العقود الماضية. ولاشك في أن الانقطاع الطويل الذي أصاب فن النحت في بلادنا هو الذي أخّر تطوره وأعاق تقدمه وأدى إلى تخلفه، بعد أن كان له الحضور الأول على مر كل العصور القديمة. ورغم حدة الانتقادات التي تطول معظم الأعمال النصبية الموزعة في بعض حدائقنا وشوارعنا، فمن الخطأ التسرع في إطلاق أحكام التعسفية العامة، وذلك لأن مانشاهده ليس في سوية فنية واحدة، وحتى إن كانت الأعمال اللافتة والمميزة قليلة ومعدودة قياساً إلى كثرة الأعمال المنجزة كأشكال هندسية فراغية محسوبة بدقة رياضية باردة، ومنفذة بتقنية القص بوسائل آلية كهربائية. فالخلل الكبير يكمن في أن العديد من الأسماء المهمة بقيت خارج دائرة المشاركة في ملتقيات العاصمة، بسبب المزاجيات والعلاقات الشخصية والمصالح الفردية، وعلى سبيل المثال ساعدت بعض الظروف على انخراط بعض الفتيات في العمل، دون أن يكون عندهن خبرة في التعامل مع تلك الكتل الحجرية الصلبة، وكان هاجسهن المجاهرة بالقول: إن الصورة التي رسمها الأجانب عن المرأة السورية والعربية ليست صحيحة مع أن ماهو أهم من هذا الاستعراض الإعلامي التحرري، أن تكون المرأة المشاركة قادرة على إعطاء المنحوتة حيوية وليونة وقوة وقدرة على الجذب والإدهاش والإبهار. |
|