|
جامعات فمن تابع الطريقة التي طرحت بها مشكلة الطلبة اللبنانيين المنقولين من الجامعات السورية إلى الجامعات اللبنانية من قبل بعض المحطات الفضائية اللبنانية لا بد أن يشعر بالسخف لبعدها عن الأولوية في الطرح. إذ إنها لم تركز على المشكلة الحقيقية التي واجهها هؤلاء الطلبة العائدون لمتابعة دراستهم في جامعات بلدهم بقدر ما كان التركيز على جوانب تخص الحرب الدائرة في سورية على حد تعبيرهم .والتركيز على الأسباب والمبررات التي قدمها بعض المعنيين عن تلك الجامعات ؟ والتي تبدو بعيدة عن المنطق في التعامل مع طلبة هم أبناء الوطن أينما كانت سنوات دراستهم الأولى. في هذا المشهد الذي تابعناه على إحدى المحطات اللبنانية كان يقول رئيس إحدى الجامعات الطبية اللبنانية: نحن لا نسمح لهم بالتحويل أو النقل إلا بعد الخضوع لاختبارات قاسية جدا وفي حال يوجد طلبة تمكنوا من اجتيازها ( وهذا مؤشر إلى التعجيز في الاختبار) فإننا لم نمنح هؤلاء الطلبة شهادة تخرج من جامعاتنا، في إشارة أخرى إلى مسألة الجودة موضحا في سياق حديثه إلى ضرورة إعادة النظر في الاتفاقيات العلمية مع الجامعات السورية. لسنا بصدد التعليق:إلا أننا نستذكر مشهداً مشابهاً من حيث المبدأ ومعاكساً من حيث المعالجة : ففي العام الماضي وفي مثل هذه الأيام وبعد أن تعرض الكثير من الطلبة السوريين لمضايقات من بعض الجامعات اللبنانية والجهات ووضعت أمامهم العراقيل... أصدر مجلس التعليم العالي السوري قرارا يقضي بتمكين الطلاب السوريين الدارسين في جامعات لبنان وأيضا اليمن وليبيا للانتقال إلى الجامعات السورية دون النظر إلى علامة الشهادة الثانوية وتوزيعهم على الجامعات الحكومية والخاصة والتعليم الموازي والمفتوح.مركزين على مشكلة الطلبة فقط. وإن كنا نستغرب معاملة هذه الجامعات للطلبة المتقدمين للنقل وهم مواطنون لبنانيون. لكننا نعلم أن ذلك ليس من شأننا... وما يهمنا في هذه المسألة أن جامعاتنا وبخاصة الطبية منها ليست بحاجة إلى شهادة حسن أداء وتعليم ولا ينقصها معايير الجودة والتقييم إلا ضمن سياق تقييم عالمي على مستوى جامعات عريقة . وليس على مستوى أشخاص يعتلون الكراسي في جامعات ربما مماثلة.. في وقت يبدو فيه الاصطفاف واضحا. |
|