تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


العمل التطوعي

أروقة محلية
الثلاثاء 9-10-2012
هنادة سمير

أظهرت دراسة مسحية أجريت خلال السنوات السابقة حول واقع الشباب في سورية تناولت عينة من الشباب تقع أعمارهم بين 15 - 24 يمثلون مختلف المحافظات

أن أكثر من ثلثي المبحوثين لم يشارك في أعمال تطوعية لأنه لا توجد أصلاً دعوات لأعمال تطوعية ليتم تلبيتها حسب إفادتهم، فيما لم تتجاوز نسبة الشباب الذين سبق أن شاركوا في أعمال تطوعية لمصلحة مجتمعاتهم المحلية نسبة 21٪ من العينة بحسب الدراسة.‏

وإذ تدل هذه المعطيات على وجود رغبة لدى قسم على الأقل من هؤلاء الشباب في الانخراط في أعمال تطوعية دون مقابل خدمة لمجتمعاتهم فيما لو توفرت الدعوة لها، فإنها تشير إلى تقصير كبير من المؤسسات المعنية وقادة المجتمعات المحلية في خلق هكذا مبادرات والتأكيد عليها وتعزيزها في مختلف المجالات.‏

كما تعكس في الوقت ذاته مستوى وعي تنظيمي متدن للعمل التطوعي خاصة إذا علمنا أن نسبة الشباب الأعضاء في جمعيات للعمل التطوعي لا تزيد عن 3٪ من مجموع أفراد العينة الكلي المبحوثين وقد انحصرت مشاركتهم بعدد من الأعمال كالتنظيف ومساعدة فقراء ومنكوبين (في الحرب على غزة) وإصلاح وترميم بعض الأماكن كانت لتحقق نتائج أهم بكثير لو كانت بجهود منظمة وغير مبعثرة.‏

هذا في الوقت الذي تقوم فيه فكرة العمل التطوعي على تحويل المشاركات المجتمعية من الحالة العشوائية إلى نظام متكامل ينجم عن تخطيط وتدبير (وليس نتيجة لحالة طارئة كالحرب أو الزلازل) ويهدف إلى تنمية إحساس الفرد بالثقة وقيمة الوجود الشخصي والاجتماعي من خلال ما يقدمه من خدمات ويحقق في الوقت ذاته تنمية المجتمع بكافة جوانبه الإنسانية والصحية والاجتماعية والبيئية وغيرها، وهذا يتطلب من المعنيين بالأمر تنظيم الجهود وتنسيقها لنشر ثقافة التطوع وتوضيح أهميته وفائدته للفرد والمجتمع عبر المؤسسات التعليمية في مقرراتها النظرية والتطبيقية لتصبح سمة أساسية من سمات شخصية الفرد، إضافة إلى قيام المؤسسات المعنية بالإعلان عن المبادرات والإشراف على تنفيذها والترويج للعمل التطوعي عبر الإعلانات وبالاستفادة من شبكة الانترنت التي تتيح تجمع أكبر عدد من المتطوعين والوصول إلى شرائح أكبر من المتبرعين والتواصل معهم وتسهيل الوصول إلى المعلومات عن بعض المشروعات الخيرية والأنشطة والخدمات التي تقدمها من خلال إتاحتها على مواقعها الخاصة على شبكة الانترنت وبالتالي الوصول إلى عدد أكبر من المستفيدين.‏

ومع الأحداث الحالية وما أفرزته من آثار طالت البشر والحجر يكتسب العمل التطوعي أهمية خاصة وزخماً كبيراً يحتم مساهمة كافة أفراد لمجتمع بالسعي إلى النهوض بواقع الفرد والمجتمع انطلاقاً من المبادئ والقيم التي يحملها كل منا بداخله وتجسيداً للحس الوطني الحقيقي تجاه أغلى ما نملك... فلنتطوع!.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية