تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المطاوعية .. والنووي !!

معاً على الطريق
الثلاثاء 9-10-2012
خالد الأشهب

على صفحة واحدة لموقع وكالة الأنباء الأميركية يو بي آي على شبكة الانترنت وفي توقيت واحد ومتزامن خبران رئيسان عابران وملفتان في آن معا,

واحد عن المفاعلات النووية السعودية القادمة وهي أكبر من «قفة», والثاني عن أزمة السكن في المملكة, إذ ليس مفاعلا واحدا, بل سبعة عشر مفاعلا نوويا دفعة واحدة تنوي المملكة السعودية إنشاءها في أراضيها حتى العام 2030, وبتكلفة مئة مليار دولار لتغطية, كما تقول, الحاجة المتزايدة للطاقة, والمملكة, على ما يبدو, بعد أن تأكدت من عدم تفرغ فرق «المطاوعية» لديها للمسائل النووية الصغيرة, وكثرة انشغالات هذه الفرق في ملاحقة النساء السائقات وأصحاب المعاصي من رواد مواقع التواصل الاجتماعي من السعوديين الخطأة, وفي البحث والتمحيص عن الفتاوى المناسبة للقرون الوسطى وما دونها .. قررت تسليم مشروع المفاعلات النووية كاملا إلى ما أسمته «تحالفا دوليا» ليتولى عمليات الدراسة والإنشاء والتشغيل, فيما المملكة تدفع فحسب !‏

في الخبر الثاني قدرت مصادر إسكانية سعودية أن ستين بالمئة من السعوديين لا يملكون منزلا يؤويهم, وأن النسبة مرشحة للارتفاع إلى ثمانين في المئة عند عام إنجاز المفاعلات النووية السعودية أي في العام 2030!‏

وعلى موقع وكالة الأنباء القطرية يمكن للمتصفح أن يكتشف, وعبر الكلمات فحسب, أن قطر دولة مغرقة في التاريخ وإلى ما وراء العصر البرونزي, وأن حضاراتها المندرسة أطبقت آفاق الفكر والوجود الإنساني حتى منذ ما قبل الخليقة وربما أكثر, وضمنا .. يمكن للمتصفح أن يقرأ عن التوجيه الأميري الصادر بضرورة إعداد الدستور وعن اللجان المشاركة في الإعداد, وعن الجولات الأميرية الثاقبة الناقدة المتعددة على النصوص المقترحة, وعن السنوات الأربع التي استغرقها الإعداد, بل وحتى عن الأفراح والمهرجانات التي أقامها القطريون ورقص فيها الأمير والحاشية والتي تلت الاستفتاء على الدستور, يمكن للمتصفح أن يقرأ كل شيء عن الدستور القطري ولكن ليس أن يقرأ نصوص الدستور, إذ لا دستور ولا من يحزنون, وعلى ما يبدو أن ثمة فيروسا التهم هذه النصوص ثم مات صريعا .. تماما كالحمار الذي التهم دستور «البيك» في رائعة محمد الماغوط «غربة».‏

الحضارة ليست جعجعة بل طحين .. وهي تزرع وتصنع وتعاش, لكنها لا تشترى ولا تباع .. ولو ملكت أيها الجاهل كنوز الأرض ما فوقها وما تحتها ؟؟‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية