تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مبتدأ النصر وخبره

الجولان في القلب
الأثنين 25-7-2011
فراس الطالب

يخطئ المحتل الصهيوني خطأ فادحاً عندما يعتقد أن الجذور التي تشد أبناء الجولان إلى وطنهم الأم سورية هي حالة عاطفية

تتأثر بالزمن ولا تؤثر فيه، ومن هنا سادت لديه قناعة أن هذه الحالة عرضة للزوال السريع، لكن هذه القناعة مبنية على رمال هزيلة هشة سرعان ما تأتي موجة اليقين الراسخ فتسقطها وتجعلها أثراً بعد عين.‏

جذور عميقة رسخت عمق الانتماء الصادق، كانت وستبقى أقوى من كيد الغاصب الإسرائيلي وحقده، وهو الذي يحاول بشتى الوسائل والسبل بتر هذه الجذور العميقة، لكن محاولاته كلها ستبوء بالفشل الذريع ولن يحصد إلا الخسران المبين.‏

ولم يعد يخفى على من يتابع الأخبار عبر الفضائيات ويقرؤها في الصحف ويسمعها في الإذاعات أن كل ما يقوم به الكيان الصهيوني الغاضب المحتل، من محاولات يائسة يعتقد بأنه يستطيع من خلالها السيطرة على عقول أبناء الجولان إذ حجبهم عن ضياء العلم، ليسقطوا في قبضةالجهل، هي زبد أجوف سترميه الرياح بعيداً عن شاطئ الحقيقة، لذلك يحاول التأثير عليهم، إما بهدم مدارسهم ومعاهدهم التعليمية التي كانت وستبقى منارات تعلمهم حب الأرض والتعلق بها، وتعمق انتسابهم إلى الوطن الأم سورية، أو بتلقينهم معلومات تحاول سلخهم عن جذورهم من خلال مناهج إسرائيلية يقوم التزوير فيها بقلب حقائق التاريخ رأساً على عقب.‏

يحاول من خلال المناهج المزورة أن يزرع في عقول أبناء الجولان أن هذا الجزء الذي سيبقى عربياً سورياً قد أصبح منضوياً تحت العلم الإسرائيلي وأن على أبناء الجولان أن يتقبلوا هذا الواقع المر وهذه الحقيقة الصادمة.‏

وإذا أمعنا النظر في هذا السلوك المريب لهذا الكيان الغاصب فإننا سنلاحظ أنه لم يدع وسيلة من وسائل بتر جذور الجولان السوري المحتل عن الوطن الأم سورية إلا ولجأ إليها، اعتقاداً منه أن ذلك البتر قد يؤدي إلى جعل الجولان شجرة مقطوعة الجذور، وكلنا نعلم أن الشجرة إذا قطعت جذورها علا الاصفرار أوراقها التي كانت في الأمس تموج خضرة, ثم يبدأ الوهن يشق طريقه إلى تلك الشجرة فتهوي جثة هامدة بلا حراك، وهذا هو ما يسعى العدو الإسرائيلي للوصول إليه، لكن ليكن واثقاً أنه لن ينجح في هذا المسعى الخبيث الدنيء، نقول هذا ونصر عليه ونحن واثقون من صحة ما نقول.‏

حاول هذا المحتل إجبار أهلنا في الجولان على التخلي عن الهوية العربية السورية وحمل الهوية الإسرائيلية بدلاً عنها، فخرج أهالي الجولان خروج البراكين التي تتقن نشيد الثوران الهادر المنبعث من باطن الأرض الملتهبة، يعلنون تمسكهم بانتمائهم رافضين القرار الإسرائيلي الحاقد، فما كان من الصهاينة إلا أن تراجعوا أمام إصرار أهلنا على التشبث بجذورهم، وإصرارهم على أنهم جزء لا يمكن فصله عن سورية الأبية، فارتد المحتل على أدباره يجر أذيال الخيبة والهوان.‏

وسعى الصهاينة ليكون ظلام الجهل مخيماً في سماء الجولان فضايقوا المعلمين والطلاب وحاولوا إغلاق مدارس الجولان مرات ومرات، فظل المعلمون في الجولان مصرين على تعليم أبنائنا ولعل أبجدية التشبث بالوطن كانت وستبقى أهم مادة يتلقاها الطالب العربي السوري في جولاننا الأبي الصامد.‏

أهلنا في الجولان مبتدأ الإصرار وخبره وسيبقى المبتدأ كما هو رأس الجولان مرفوعاً مبشراً بميلاد فجر الحرية الزاهي.‏

وأهلنا هناك خبر العزيمة التي لا تهون، وهي الجسر الذي أصبح ممدوداً لوصول النصر الآتي.‏

ferassrt72@hitmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية