|
بورصات وهنا تقع الحيرة فما المفرق بينهما وكيف يتحول المستثمر من التداول إلى المضاربة وهل هي مربحة أكثر؟ في مجال البورصة من الأصح أن نسأل ما هو الفرق بين المضاربة في الأسواق المالية والاستثمار في الأسواق المالية وأيهما أفضل؟ ما يميز النوعين عن بعضهما بداية هي مدة الاستثمار فالاستثمار طويل الاجل يقوم المستثمر فيه بشراء أوراق مالية بهدف الحصول على العوائد السنوية التي يحققها من استثماراته منتظرا ان تحقق الشركات التي اشترى اسهمه منها عائدا، وعندما تحقق الشركة أرباحا فهي تقوم بتوزيع نسبة من هذه الارباح مقابل الأسهم التي يملكها كل مستثمر، وبالتالي يحقق المستثمر الصغير او صاحب الاسهم مرابحه بهذه الطريقة وهذا في المحصلة ما نسميه تداول الأسهم أو التداول بشكل عام المضاربة تعد المضاربة من أهم وأقدم صيغ استثمار الأموال وهي نوع من المشاركة بين رأس المال من جانب والعمل من جانب آخر. والمضاربة نوعان إما مضاربة مطلقة (وتعني إطلاق يد المضارب في الاستثمار وفي أي نوع من الأنشطة الاستثمارية )، أو مضاربة مقيدة (وتعني تحديد نوع النشاط الاستثماري للمضارب). وتتميز المضاربة بأنها من الصيغ الاستثمارية التي يمكن استخدامها في جانبي الميزانية كموارد وكاستخدامات. أما في عالم البورصة فتأتي المضاربة كاستثمار قصير الأجل (المضاربة) و هي الدخول والخروج السريع من السوق أو بعبارة أخرى هي الربح الذي يحققة المستثمر عندما يبيع الورقة المالية بسعر أعلى من السعر الذي اشتراها به معتمدا على المعلومات والأخبار الخاصة بالشركات واستقراءات السوق. وتعني المضاربة شراء وبيع الاوراق المالية بهدف تحقيق ارباح سريعة في المدى القصير عن طريق فروقات الاسعار أو ما يسمى بالمكاسب الرأسمالية. والمضاربة ضرورية الى درجة معينة لسوق الأوراق المالية لانها ترفع من درجة سيولة السوق ولكن قد تكون لها نتائج سلبية جدا إذا أسيء استخدامها . والسيولة في سوق الأوراق المالية تعني سهولة وسرعة بيع الورقة المالية وبالسعر السائد في السوق ودون تكبد تكاليف كبيرة لبيعها او الحاجة الى اجراء تخفيض كبير في السعر ، وبعبارة اخرى سهولة تحويل الورقة المالية الى نقد . وكما وضحنا في زاوية سابقة فإن الورقة المالية شهادة تثبت حقا ماليا مثل سند الدين الذى يـثبت حقـوق مانـح الدين ( المستثمر)على الشخص المدين ( الجهة المصدرة للسندات) وشهادة الاسهم التى تثبت مساهمة مالك الاسهم في ملكية الشركة . وتختلف المضاربة عن الاستثمار في كون المضارب يقوم بالبيع والشراء خلال مدة قصيرة معتمداً على خبرة متراكمة في الأسواق المالية وقدرة أكبر على تحليل المخاطر، وتكون المخاطرة كبيرة جداً في المضاربة إذ أن المضارب يسعى إلى الربح السريع من خلال فروقات الأسعار، وعادة تتم صفقات المضاربة خلال يوم عمل واحد، ولابد من الإشارة أن على جمهور المستثمرين الحيطة والحذر من هذا النوع من التداولات بسبب المخاطر العالية المرافقة لهذا النوع من التداول أما الاستثمار فيعتمد على اتخاذ قرار الاستثمار في الأوراق المالية بعد دراسة لوضع الشركة وقوتها وحسن أدائها وتطور سعرها خلال فترة معقولة، وينظر إلى الأداء المستقبلي للشركة من أجل الوصول إلى القيمة المتوقعة للسهم في المستقبل. إذا فالاستثمار يختلف عن المضاربة في كون هدف المستثمر تحقيق عوائد سنوية على استثماراته مستفيداً من ارتفاع القيمة طيلة فترة الاستثمار، في حين أن المضارب يأمل جني الأرباح في فترة زمنية قصيرة من خلال فروقات سعر البيع والشراء. أما من حيث الأفضل فإن الاستثمار قائم على أسس علمية اقتصادية تخطط للمستقبل وعلى المدى الطويل وهذا يختلف عن المضارب الذي يريد أن يحقق عائدا ربحيا كبيرا بين ليلة وضحاها، فلك الأمر عزيزي المستثمر ولك الخيار ولكن فلتكن عارفا بكل المخاطر المحيطة باستثمارك ليكون خيارك مبنيا على علم، لا على جهل أو رغبة بمكسب سريع قد يكلفك أحيانا الكثير. |
|