|
شباب المجتمع ,وأمام قانون الأحزاب المنتظر ودأب الشباب على العمل الصادق في خدمة الوطن نسأل :هل يكون لشبابنا دور حيوي فاعل في الحياة السياسية بالمرحلة القادمة ؟وهل هم قادرون فعلاً برأي المختصين على رسم خارطة مستقبلية جديدة للوطن قوامها العلم والمعرفة والمسؤولية ؟وإذا كانوا كذلك فعلاً كيف يمكن مساعدتهم ليأخذوا دورهم في المجتمع كشريك فاعل في الحياة السياسية ويتمكنوا من مناقشة همومهم ومشاكلهم على مختلف المنابر ؟
وللإجابة عن هذه التساؤلات تواصلنا مع بعض المختصين عبر نافذة ملحق الشباب والتقينا الخبيرين ,الدكتور سمير إسماعيل المدير العام لمركز الدراسات والبحوث الاستراتيجية في جامعة دمشق ,والدكتور كريم أبو حلاوة أستاذ التنمية السياسية في جامعة دمشق , لكن وقبل ذلك لنتعرف على آراء البعض من شبابنا حول إشراكهم بالمعترك السياسي في المرحلة القادمة وإليكم : توفر الوعي * ضحى - س –شابة موظفة في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون قالت :للمشاركة في الحياة السياسية لابد أولاً من توفر الوعي ليتمكن الشاب من إيصال رسالته بنجاح وباعتبار أن الوعي موجود لدى شبابنا بنسبة 70%عندهم أصبح من الضروري إشراك شبابنا في مختلف الفعاليات السياسية والاجتماعية والثقافية ولا ضير إن أصبح عدد منهم أعضاء في البرلمان السوري بالنظر لأنهم أثبتوا موجودية واضحة على أرض الواقع . ------------------------------------------- دور مؤثر * علياء –ع – طالبة في كلية الآثار قالت :بعد أن ظهر واضحاً أن الشباب على قدر كبير من الوعي وقد لمسنا ذلك في طروحاتهم الهامة في هذه المرحلة عبر لقاءاتهم بالتلفزيون أسأل :لماذا لا يكون لنا كشباب ممثل أو أكثر في مجلس الشعب لاسيما وأن السيد الرئيس قد دعا إلى ذلك .
*علاء – ق –طالب سنة ثالثة في كلية التاريخ قال: أنا مع مشاركة جيل الشباب في الحياة السياسية ,فالشباب جزء لا يتجزأ من المجتمع وله دور فاعل ومؤثر في المشاركة عبر طرحه لأفكار جديدة برؤية جديدة وعندها سيتمكن من إيصال صوته ورسالته بنجاح لاسيما وأن شبابنا أثبتوا أنهم قادرون على تحمل مسؤولياتهم كاملة ولديهم من الشعور بالمسؤولية ما يكفي ,وبالتالي أصبح من الضروري مشاركة هذا الجيل في معترك الحياة السياسية والحزبية . * أشواق –ش- طالبة في كلية التربية وعلم النفس قالت :أنا من مؤيدي إشراك الشباب في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وأيضاً مع من يمثلهم في مجلس الشعب أو في أي مفصل من المفاصل الهامة في الدولة وكلنا يعلم أنه في هذه المرحلة الحرجة التي مرت بها بلدنا الحبيبة سورية كم كان لجيل الشباب دور هام وفاعل وقد أطلق عليهم سيادة الرئيس بشار الأسد الجيش الإلكتروني ,ومن هنا أصبح لابد من أن يأخذ شبابنا دورهم في المجتمع كشريك فاعل في المسؤولية وصناعة القرار . -------------------------------------------------- طاقة هائلة وبالعودة للمختصين فقد قال الدكتور سمير إسماعيل المدير العام لمركز البحوث والدراسات الإستراتيجية في جامعة دمشق :في حديثنا عن الشباب علينا ألا نتجاهل حقيقة أن المجتمع العربي مجتمع فتي كما تشير الإحصاءات السكانية ,وكما أن الشباب هم طاقة إنتاج هائلة أضاعها المجتمع العربي وسلطاته لأسباب مختلفة ,فهم أيضاً الهدف الأول للطامع والطامح ,وبالتالي لوسائل الإعلام على اختلاف أجنداتها وتوجهاتها ,ذلك أن الرسالة الإعلامية التي تحملها تكون أكثر نجاحاً ,إن استطاعت الوصول للشباب ,إذ سيمتد التأثير الذي ستحدثه إلى المستقبل ,وهذا أقصى ما تعمل له . ----------------------------------------------------- لبناء الدولة المدنية والحقيقة التي ينبغي الإقرار بها ,أننا نختزن في أذهاننا (نحن الذين تجاوزنا سن الشباب )نظرة قيمية غير منصفة للشباب ودورهم ,وحتى في أحلامهم ,فعادة ما نتهم الشباب بالجهل وقلة الخبرة والمعرفة ,وندعي أن الفهم والمعرفة حكر علينا ,لكن الواقع والتاريخ يؤكدان أن الحكمة والخبرة ليستا كل شيء,وبالتالي فإن الاندفاع والعنفوان والحماس وروح المغامرة والاستكشاف التي تميز الشباب أمور تبدو مهمة ,بل ومطلوبة أيضاً للانتقال إلى بناء الدولة المدنية . ويضيف الدكتور إسماعيل :من جهتي أعتقد أن أجيالاً من الشباب تم تهميشها وإبعادها عن الحياة السياسية على مدى العقود الماضية ,أو أنه في أحسن الأحوال جرى تنظيمها في قوالب ,أو رؤى تنتمي إلى حقب معرفية وأيديولوجية سابقة دون أن يتم لحظ حجم وطبيعة التغير الذي جرى على مستوى العالم أفقياً وعمودياً ,وأعتقد أن طبيعة العلاقة مع الشباب كانت ترتكز بالدرجة الأولى على المستوى التعبوي ,ورغم القناعة بأهمية هذا المستوى في حالات معينة إلا أن سلبيته الكبرى تكمن في تحول إيقاعه إلى نمط رتيب ,الأمر الذي يحول الموضوع –الهدف إلى حالة من اللامبالاة أو اللامعنى . وأرى أننا أخطأنا عندما نظرنا للشباب باعتبارهم أسرى تنظيراتنا ومنظوماتنا وطرائق تفكيرنا ,بل وبلادتنا أيضاً ,ونظرنا لهم بصفتهم مستمعاً متلقياً لا بصفتهم محاوراً ونداً , لنكتشف فجأة أنهم يخططون لذواتهم طرقاً أخرى بعيدة عنا ,وهو ما نرى اليوم بعض تجلياته ,جيل شاب جديد ألقى عن عاتقه تهمة اللامبالاة والانحلال والعدمية التي وصمناه بها طويلاً ,وها هو يثبت أنه أكثر التصاقاً بالعصر ومتطلباته ,وأكثر فهماً لآليات حراكه واستيعاباً لمنجزاته ,مع التنبيه لمسألة غاية في الأهمية وهي ضرورة التوعية وخلق الرؤية المناسبة ,لأن الخطورة تكمن في أنه عندما تفتقد الرؤية تغدو كل الاحتمالات قائمة وعلى رأسها أن يتبع الشباب مسارات مشوهة للوصول إلى أهدافهم . --------------------------------------------------------- القادرون على بث روح جديدة وبالتالي يجب ألا نغمط الشباب حقه ,ويجب أن نستمع إليه ,ليس من منطلق الواعظ وكرسي الاعتراف بل من منبر المتعلم لأن معارفنا ورؤانا (نحن )تبدو قد اختمرت وليس بالإمكان تغييرها ,وهذا ما يعني جمود الحياة واندثارها ,لكن الشباب هم القادرون على بث روح جديدة فيها عبر أفكار مجنونة ,كما كانت أفكارنا نحن في حينها ,وفي ذلك نسغ الحياة وروحها الوثابة. --------------------------------------------------------- إشراك الشباب سياسياً أما عملياً فيجب أن نفتح مجال الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية أمام الشباب عبر مبادرات خلاقة ومتميزة تشمل جميع مناحي الحياة وعلى رأسها السياسة بمفهومها الواسع ,أي الاهتمام بالشأن العام وتمكين الشباب من المشاركة السياسية باعتبارها حقاً دستورياً ودوراً يمارسه المواطن في عملية مراقبة وتقدير الأنشطة السياسية التي تؤثر على عملية صنع القرار أواتخاذه والتي تشمل التعبير عن رأي في قضية عامة,والعضوية الحزبية ,والنشاط ضمن مؤسسات المجتمع المدني والأهلي,والترشح للانتخابات ,وتولي أي من المناصب التنفيذية والتشريعية,فالمشاركة السياسية تعتبر من أهم المبادئ الديمقراطية للدولة المدنية ,وقد تكون إحدى الضمانات العملية والقانونية لتفعيل دور الشباب أن نخصص لهم نسبة من مقاعد مجلس الشعب تتناسب وحجمهم الحقيقي المؤثر في المجتمع . ----------------------------------------------------- رفع سن الترشيح لمجلس الشعب غير واقعي ومن هنا أرى أن الدعوات لرفع سن الترشيح لمجلس الشعب غير واقعية لأنها لا تأخذ بالاعتبار عدة عوامل، أهمها كتلة الشباب في المجتمع السوري ,كما أنها تتجاهل أو لا تريد الاعتراف بالطاقات والقدرات الإبداعية الهائلة التي يمتلكها الشباب ,والتي يمكن أن تنعكس إيجاباً على مختلف المؤسسات وفي مقدمتها المؤسسة التشريعية . الدكتور إسماعيل إن المطلوب بكل بساطة ووضوح أن نمتلك القدرة على فهم طبيعة التحولات المعرفية والثقافية التي تجري من حولنا باعتبارها صورة ناطقة عن طبيعة التحولات التي طالت مجتمعنا ,وهذا الفهم يشكل مدخلاً لا غنى عنه في سبيل رسم استراتيجيات تنموية فاعلة محورها الشباب . --------------------------------------------------------- مبعدون أما الدكتور كريم أبو حلاوة أستاذ التنمية السياسية في جامعة دمشق فيرى أنه من خلال التجارب التنموية في دول العالم الثالث وفي البلدان العربية على وجه الخصوص أن هناك ضعفاً في المشاركة وتهميشاً لقطاعات واسعة وحيوية بالمجتمع مثل الشباب والنساء ,أكثر من ذلك هناك حديث عن أزمة أكثر حالات من الهامشية وهناك أزمة عميقة وواضحة المعالم وأسباب مشخصة بشكل جيد جداً ,فغالباً ما يتم إبعاد الشباب وإقصاؤهم ويتم الحديث باسمهم واتخاذ القرار باسم المعنيين(الشباب ) ,لكن لا أحد يأخذ رأيهم بالتخطيط أو النتائج . -------------------------------------------------- لانجاح للتنمية دون مشاركة حقيقية للشباب ويضيف الدكتور أبو حلاوة :وبالتالي هناك مشكلة مركبة حلها صعب, إنه بدون مشاركة حقيقية للفئات الواسعة لا نجاح للتنمية لأنه شرط أساسي لنجاحها ومن جهة ثانية هذا الإرث الطويل من التحكم والسيطرة والتخطيط المركزي وإضعاف صاحب الرسالة يتناقض مع حرية المشاركة ,فهذه الحلقة أصبحت بحاجة لكسر ,فحتى على مستوى العمل التطوعي وفقاً للدراسات الميدانية التي أجرتها هيئة تنظيم الأسرة تبين أن نسبة ضئيلة جداً من الشباب السوري تشارك بالعمل التطوعي ,ففي عام 2006كانت النسبة 3,1ثم ارتفعت إلى 19%عام 2010وتبين أن الناس الراغبين بالتطوع وتقديم خبرات لا يوجد لديهم ثقافة التطوع ولا وجود لمؤسسات تحتضن مبادراتهم لهذا نجدهم يعزفون عن ذلك . --------------------------------------------------------- نتغنى بهم ولكن ؟ أما على المستوى السياسي ففي كل الهيئات التمثيلية التي تعمل للوصول إلى انتخابات هنا مشكلة ,فنسبة مشاركة الشباب في الانتخابات العامة منخفضة وكذلك في الانتخابات البرلمانية ونسبة تمثيل الشباب في المؤسسات الأهلية والحكومية منخفضة ومعنى ذلك أننا لم ندرك أهمية هذا القطاع ومع ذلك نتغنى بهم , لكن على أرض الواقع لا يوجد شيء ملموس أسوة بجميع الفئات الهامشية . وبالتالي نحن بحاجة لتمكين الشباب والنساء من المشاركة وهذا يعني أن قدرة البشر للوصول إلى مصادر الثروة والسلطة والمعرفة يجب أن تتوفر ,فعناصر القوة هذه هي التي تمكن الشباب من تفعيل مشاركتهم بشكل حقيقي ,ولدينا شباب يملكون طاقات ومواهب ومبدعين بدون شك وإلا لماذا عندما يسافر شبابنا إلى بلدان العالم يصبحون متفوقين ؟ وهذا يعني أنه لابد من توفير الظروف البيئية المناسبة والحريات ودعم المواهب الشابة . ----------------------------------------------------------- روح المسؤولية متوفرة ولكن؟ ويتابع الدكتور أبو حلاوة حديثه فيقول :لا شك أن روح المسؤولية لدى شبابنا متوفرة عندما يشعر أن له دوراً فاعلاً , أما عندما لا يتوفر له هذا الدور نجده لا يتحدث بشيء , وبالنسبة للخبرات فلا بد من مشاركتها لكن في بعض المواقع التي تتطلب ذلك لتكون جنباً إلى جنب مع شبابنا الذين لا غنى عن دورهم في جميع مناحي تصوير: عدنان الحموي |
|