تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إلى راحل

شباب
2011/7/25
أحلام محمد الهيثمي

هادئاً كما ينبغي... واسعاً وصامتاً كما يليق برجل مثلك

قبلك وقد كانت قبلته تعني الوداع... عانقك رغم أن عناقه لا يعني سوى الرحيل.‏‏

فإلى من كانت لي روحه وطناً بسعة الكون.‏‏

إلى من علمني كيف تكون الكلمات.‏‏

ملهمي الوحيد...‏‏

تترجم الدموع كلماتي كل ليلة إذا ما أيقظ الليل شتى ظنوني، وعاندتني ريح المحال، إذا ما الوحشة هشمت ما تبقى من كبدي، إذا ما أضناني النوى...‏‏

ها أنذا أتوه بين جنبات قدر محتوم وقدر مجهول...‏‏

لتقتلني ملامحك كل لحظة بين موج يغيب وموج ناهض تحت عتمة السهر.‏‏

تلاحقني عيناك التي فارقتني كما يهاجر الدمع المحاجر.‏‏

كنت لي مهداً لكنه اختار أن يكون لك ضريحاً ومنفى.‏‏

اختبأ موتك تحت الوسادة، وقد كان أنانياً بامتياز، قدر لي أن أكون مطراً يضيع في عطش الرمال وحده يهيم الرمال على الرمال...‏‏

فيا من لم يكن أعظم ما لدَّي بل لأنه ليس هنالك من هو أعظم منه.‏‏

ترى من لي عقب عينيك‏‏

ترى هل أنستك عنكبوت الذات من أكون؟‏‏

هل أعاروك اسماً جديداً وألبسوك ثوباً ياسمينياً جديداً؟ ترى هل سطروا على لسانك كلاماً جديداً؟‏‏

قل لي يا أيها الغريب... يا أيها الغارق في ذاكرة التراب:‏‏

إن داهمني برد الوحشة وحيدة في الدروب التي قد لا تصل، إن تعبت، سأسند رأسي على أي حجر؟‏‏

أي ذراع ستمد لي في بئر الردى؟‏‏

أي كلام سأقوله عنك وقد سافرت أبجديتي جمعاء؟‏‏

من سيرتب ل دك نابضاً بين يدي ودفئه الهامس مؤنسي في غياب الجسد.‏‏

تأخرت الأيام عن حلمنا الوردي، وذبلت زهرتك بموعد لم يحدد ولم يعلمه أحد.‏‏

لكن... من يدري... ما زال في قلبي بقايا أمنية... أن يجمع الحلم هشيم شملنا فأنا في بعدك «أحترق»‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية