تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ألا ليت الحصان يعود يوماً!

شباب
2011/7/25
طيف محمد

الميكرو باص وسيلة  سخرت لخدمة المواطن السوري, الذي لا تؤهله إمكانياته المادية لشراء سيارة أو استئجار تكسي توصله إلى مكان عمله أو أي مكان

آخر يقصده, مقابل مبلغ مادي زهيد من المفترض أنه محدد من قبل وزارة النقل بشكل يرضي الطرفين الراكب والسائق مع العلم  أنه  يوجد سائقو ميكرو باصات يفرضون التسعيرة التي يريدونها ,ومناقشة السائق بالمبلغ المخصص أمر ينتهي غالباً بغضب السائق وإجبار الراكب على النزول في منتصف الطريق.‏‏

فالميكرو باص ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها أو تخيل شكل الحياة قبل وجودها, إلا أن الوضع الذي آلت إليه حالة راكب الميكرو الدائم جعلته يتمنى لو أنه خلق في زمن الأحصنة والجمال ليبقى محتفظاً بكرامته التي أصبحت معرضة للإهانة منذ اللحظة الأولى من رؤيته للميكرو ومحاولة ركوبه واللحاق به لامتطائه خاصة أن معظم الميكرو باصات لا تلتزم بالمواقف المخصصة لها حتى أصبح الراكب في حيرة من أمره لا يعرف أين يمكنه انتظار الميكرو المخصص.‏‏

معاناة المواطن السوري مع  الميكرو باص معاناة لا تنتهي بل وتزداد سوءاً في مواسم معينة وفترات يمكن أن نطلق عليها أوقات الذروة, وهي طبعا الفترة المخصصة لذهاب  واياب الموظفين وطلاب المدارس, ففي تلك الفترة تتعهد الكثير من الباصات توصيل الطلاب إلى بيوتهم ولسنا نبالغ إذا قلنا إنه يستحيل إيجاد ميكرو بسهولة في تلك الفترة.‏‏

نصر الدين سعيد شاب يقطن في ضاحية قدسيا ويحتاج إلى وسيلتي نقل للوصول لمنطقة عمله في المزة, تحدث لنا عن مأساته اليومية مع سائقي الباصات الذين يتصرفون بطريقة غير حضارية  في كثير من الأحيان, فالميكرو لا يرضى أن ينطلق قبل أن يمتلأ بشكل كامل ولا يعنيه تأخر المواطنين عن دوامهم في الدوائر الرسمية أو طلاب الجامعات عن محاضراتهم وامتحاناتهم ,وحجتهم في ذلك دائما"التسعيرة ماعم توفي معنا,يلي مو عاجبو ينزل".‏‏

يتابع نصر الدين قائلاً" كل هذا يمكن غض البصر عنه وتحمله إلا أن الكثير من سائقي الميكرو باصات يقودون بطريقة مخيفة فالشهر الماضي أثناء  عودتي من مكان عملي  حوالي الساعة الخامسة مساءً , وتحديداً في منطقة دمر أشارت إحدى الفتيات بيدها للميكرو باص طالبة منه الوقوف, فما كان منه إلا أن توقف بشكل مفاجئ في منتصف الطريق فطاح معظم الركاب أرضاً, واصطدمت سيارة أخرى بالباص نتيجة عدم تركها لمسافة أمان ,هذا وناهيك عن الشتائم التي بدأت تتطاير هنا وهناك, فالراكب في الميكرو عليه أن يغض البصر والسمع إلى حين وصوله لبر الأمان".‏‏

من المعيب بل ومن المخزي أيضاً أننا  في القرن الواحد والعشرين ومازلنا نعاني من مشاكل تجاوزتها الكثير من البلدان الأخرى, والتي لم تكن يوماً متفوقة علينا حضارياً, فمتى سيتحقق حلم المواطن السوري في ركوب المترو مثلاً والذي يرى فيه الكثيرون حلاً لأزمة المواصلات وعلاجاً  شافياً للمرض العضال.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية