|
شباب يعتبر مبدأ الحوار حاجة دائمة ومستمرة خاصة في الظروف الاستثنائية وفي الأزمات باعتباره المدخل المناسب لحل الخلافات ومقاربة وجهات النظر، وقد جاء اللقاء التشاوري- تلبية لدعوة هيئة الحوار الوطني- تعبيراً عن إرادة وطنية صادقة ورغبة حقيقية في تجديد الحياة الديمقراطية وتأمين مستقبل أفضل يحفظ أمن واستقرار الوطن ويوفر الحياة الكريمة لجميع أبنائه. وشكل اللقاء التشاوري الذي جرى في الفترة من 10-12/7/2011 بمشاركة شخصيات من مختلف أطياف الشعب السوري تمثل قوى سياسية حزبية ومستقلة ومعارضة محطة هامة في تاريخ سورية وركيزة أساسية للحوار الوطني الذي يعول عليه لمعالجة مختلف القضايا التي تهم مصلحة الشعب والوطن. ولنجاح أي حوار لابد من ممارسته في إطار منهج سليم، وأسس متينة يوافق عليها جميع الأطراف، بعيداً عن التطرف والمواقف المسبقة والمتعصبة، فالوطن للجميع، ومن هذا المنطلق يجب أن يكون الحوار تحت سقفه، دون التنازل عن أي من الثوابت والحقوق الوطنية التي تشكل مبادئ يلتف حولها ويؤمن بها غالبية الشعب السوري. ورغم الاختلاف في الآراء وطريقة التفكير والنظرة إلى القضايا المستجدة على الساحة السورية، فإن منظمة اتحاد شبيبة الثورة تعبر عن عدم قبولها وتحفظها حول العديد من المسائل المتعلقة بطريقة التمثيل الشبابي في اللقاء التشاوري، وآليات التعاطي مع الإرث التاريخي للمنظمة ودورها الرائد في بناء الجيل وتكوينه، وتجاهل المنجزات المتحققة للشباب على مدى أكثر من أربعة عقود من الزمن، كما تعبر عن رفضها لبعض الطروحات التي تجاوزت كل المعايير والثوابت الوطنية الجامعة، وإغفال دور القوى التي ساهمت في تحقيق الأمن والأمان للمواطن ودور الشباب الوطني الذي يتصدى للمؤامرة عبر العديد من المبادرات والمواقف العملية، وتجاهل مظاهر العنف والإرهاب الذي تمارسة القوى والعصابات الظلامية بحق الوطن والمواطن. إن منظمة اتحاد شبيبة الثورة التي ترى في إطلاق الحوار لحظة تاريخية تؤسس لمرحلة جديدة في حياة سورية المعاصرة، تعلن في بيانها هذا باسم من تمثلهم من شباب الوطن وبكل المسؤولية رؤيتها الوطنية لأهم مرتكزات الحوار المنشود في مؤتمر الحوار الوطني المرتقب وتؤكد على المسائل التالية: أولاً- منظمة الشبيبة ترى أن نجاح الحوار يتطلب تمثيلاً واقعياً ومعبراً للقوى السياسية والوطنية يراعي حجومها وقاعدتها الشعبية، ويشمل كل شرائح المجتمع وأحزابه ومنظماته التي يشكل الشباب أحد أهم مكوناتها. ثانياً- الحوار البناء والشامل مسؤولية وطنية وهو الطريق الوحيد لخلاص البلاد وإنهاء الأزمة وحل كل القضايا الإشكالية السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ثالثاً- تؤكد المنظمة أن الإيمان بمصلحة الوطن العليا هو القاسم المشترك للمتحاورين، وأن الأمن والاستقرار ضرورة وطنية وضمانة لتعميق الإصلاحات، وهيبة الدولة جزء من التفويض الوطني وهي مسؤولة عن الحفاظ على كرامة وأمن الوطن والمواطن. رابعاً- إن البناء على ما تم إنجازه بمسؤولية تاريخية عبر عشرات السنين خاصة في مجال بناء الأجيال الشابة وصقل شخصياتهم وإعدادهم علمياً وفكرياً وسياسياً، يشكل في نظر الشباب أحد أهم الأسس الموضوعية لنجاح الحوار ووصوله إلى غاياته، والحفاظ على حرية سورية وقرارها الوطني المستقل. خامساً- أن يكون الهدف النهائي لأي حوار هو إقامة دولة الحق والقانون والعدالة والمواطنة والتعددية والديمقراطية التي تعتمد صناديق الاقتراع أساساً للتفويض السياسي، ويشكل الشباب أداة الفعل الحقيقي في أي تحول ديمقراطي ومنطلقاً لأية تغييرات في البنى السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد، مع التأكيد على أن أي تعديل كلي أو جزئي للدستور المحصن باستفتاء شعبي لا بد أن يحترم إرادة الشعب مصدراً لكل السلطات. سادساً- رفض أي تدخل خارجي بشؤون سورية الداخلية لأن الوطن ينهض بأبنائه وهم من يقررون مستقبلهم بعيداً عن أي ضغط أو استقواء بالخارج، لأنه في نظر الشباب خيانة وطنية. سابعاً- يؤكد الشباب على تمسكهم بالثوابت الوطنية والقومية المتصلة بالصراع العربي الصهيوني وتحرير الأراضي العربية المحتلة وضمان الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني. ثامناً- إن الجيش العربي السوري مؤسسة وطنية نعتز بها، وهو السياج المنيع للوطن وعنوان للوحدة الوطنية. إن شبيبة الثورة تستثمر هذه اللحظة التاريخية لتؤكد تمسكها بعقيدة البعث والتفافها حول قيادة السيد الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية لمتابعة مسيرة الإصلاح والتطوير وبناء وطن آمن مستقر ومزدهر. |
|