|
مجتمع عديدة هي الأشياء التي تساهم في إدخال السعادة إلى حياتنا وتريحنا من عناء طلبها، كما حصل لدينا في إحدى مناطق الريف وبالتحديد ناحية ( صحنايا ) التي فرح أهلها في افتتاح فرن آلي، بالإضافة إلى مركز صحي في آن معاً، وتنفسنا الصعداء أننا ارتحنا من البحث عن الخبز ومن جشع بائعيه، وما أكثرهم، فضلاً عن نوعية بعض ذلك الخبز، وكما قلت فقد ارتحنا من هذا العناء . في البداية كان الخبز يضاهي بجودته الخبز المنتج في أفران ( ابن العميد ) وظل لفترة ليست بالقصيرة كذلك حتى أصبح أهالي بعض المناطق القريبة يأتون لشراء الخبز منه، لكن يبدو أن (ضربة عين) أصابته عندما بدا يتراجع هذا الخبز ويصبح من سيئ إلى أسوأ، وتراجعت جودته كثيراً، ونحن نتساءل لماذا الفرح لدينا لا يكتمل ؟ ويظل باقياً لدينا، هذا مثال بسيط من عدة أمور بدأت تتغير في حياتنا نتيجة لتداعيات الأزمة التي لم تبق شيء على حاله، وأصبحنا نتحسر على أيامنا الماضية أي ما قبل الأزمة حتى في أسوأ ظروف تلك الأيام، لماذا لا نجعل الفرح منهجنا وطريقنا في التعامل مع بعضنا؟ وحتى مع الأشياء التي نصنعها؟ لماذا الإصرار على التلاعب والغش في المواد الغذائية التي في متناول يدنا ؟ و نحن لا نتكلم عن الألبان و الاجبان فقط، بل في المطاعم العامة التي أصبح بعدها لا يتردد في إعطائك وجبة غذائية قديمة فقط من اجل أن يربح من ورائها ليرات قليلة ولو كانت على حساب صحتك، كما حصل مع إحداهن في إحدى المطاعم الواقعة في سوق شارع الحمراء لماذا لا نشيع ثقافة الفرح في مجتمعنا، وتصبح السعادة في متناول الجميع إذا كنا نستطيع فعل ذلك ؟ فالسوريون بحاجة إلى الابتسامة والغبطة، وهم في أمسّ الضرورة إلى من يربت على كتفهم ويمنحهم، ولو جزءاً يسيراً من السعادة والفرح، لتغمر زوايا حياتهم اليومية، فهل هناك من يستطيع أن يمنح تلك الأشياء الصغيرة للسوريين ؟ الجميع يستطيع وكل على طريقته يستطيع منح تلك المشاعر الحلوة، دون جشع أو طمع، وبكل حب وأريحية ومن أعماق القلب، وذلك بالابتعاد عن الجشع والطمع والغش، وليكن سلاحه فقط النية الطيبة والعمل المتقن والمخلص، وأولاً وأخيراً الكلمة الحلوة والابتسامة النابعة من القلب، وكما نرى فهي أسلحة بسيطة وموجودة داخل النفس البشرية تحتاج فقط إلى الإرادة والتصميم، فهل نستطيع فعل ذلك؟ وهذا أضعف الإيمان . |
|