تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


امسح دموعي بمنديلك..

مجتمع
الإثنين 1-9-2014
غـانـم مـحـمـد

هل وجدتَ الشخص الذي تبحث عنه لتتكئ على صدره وتبثّه همومك ومتاعبكَ أما مازلتَ مثلي محاصراً بكثير من العُقد الاجتماعية و»الضوابط» التي تفرض عليك الموت قهراً وصمتاً في كثير من الأحيان؟

لماذا يعتقد بعضنا إنه إن لجأت إليه صديقة أو زميلة عمل لتسمع رأيه بمشكلة خاصة أو لتجد عند السلوى والمخرج من آهاتها إنما هي محاولة منها لاستدرار شفقته أو طريقة جدية لإيقاعه في شباكها ولماذا يكون حكم الآخرين سوداوياً معظم الأحيان؟‏

لا نعتقد أن فوضى الحياة وتقلباتها أفلستنا من كل شيء، ويجدر بنا أيضاً أن نبقى متمسكين ببعض التفاصيل الجميلة التي تعيننا على عبور محطات السنين قبل ظلام القبر الذي لا مفرّ منه؟‏

حاولت قدر الإمكان أن تخفي دمعتها لكن احمرار عينيها كذّبها وسماعي لها أراحها، لم أدفع لها نقوداً ولم تعطلني عن عملي ولم تحرفني عن حياتي ولم تطلب مساعدتي أو حتى رأيي فيما قالته وكل ما في الأمر أنني استطعتُ سماعها وهذا كان جيداً بالنسبة لها.. لماذا نكسر بخاطر الموجوع دون وجه حقّ ولماذا نظهر قساة القلب مع أن الرحمة مزروعة في تكويننا ولماذا «نكبّ» زجاجة الماء هكذا هدراً ولا نرشّها على تويجات زهرة عطشى؟‏

لا أحد منّا يستطيع أن يعيش بمعزل عن الآخر، وحتى يكون هذا الآخر سعيداً ومن خلاله تعود هذه السعادة إلينا لماذا لا نصبر قليلاً على سماعه أو نحدثه عن مشاغله لا أن نجلده بمتاعبنا، ألا يستحق زرع ابتسامة على وجوه الآخرين هذا القدر البسيط من الجهد؟‏

مدّ يدكَ إلى علبة المناديل الموجودة أمامك وناول من بكى أمامك منديلاً يمسح به دمعه لترى إشراقة ابتسامته وتورّد خدّيه من جديد وسجّل ذلك في سجّل إنجازاتك لأنه أفضل من أي إنجاز آخر..‏

بإمكاني أن أمسح دمعي بمنديلي أو بطرف قميصي، لكن مجرد أن تفعل هذا الأمر أنتَ وأشعر أنكَ تحسّ بي فهذا يجفف الدمع وينسيني سببه..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية