|
آراء رئيس جمعية الصداقة السورية- الروسية جاء فيه إن الضغط المتواصل على سورية خطيئة كبيرة. ونحن بغض النظر عن وجهة نظره في هذا الصدد، نؤمن بما قاله، لأن تبعات هذا الضغط لابد أن تعرقل مسيرة الإصلاح الجارية في بلدنا، وإن يكن بمقدار نسبي، فضلا عن عرقلة المساعي التي تبذل لإحلال السلام في المنطقة. هذا الرجل المحب لسورية والذي يؤمن بأن ثمة حربا إعلاميا شعواء تشن ضد سورية هذه الأيام لم يتنكر لذاته منذ ثمانينات القرن الماضي أيام كان سفيرا لبلاده في سورية وما أود التذكير به في سياق هذه الوقفة مع تصريحه، ما عبر عنه في آخر لقاء جمعه مع القائد الخالد الرئيس حافظ الأسد بتاريخ 8 كانون الأول عام 1988 بدموعه التي ترقرقت في عينيه، وهو يعانق القائد الخالد. يومئذ ذهلت وأنا أنظر إليه مودعا قائدنا الخالد بمناسبة انتهاء مدة خدمته كسفير لبلاده في سورية وبطبيعه الحال أدركت أنه في تلك اللحظة لم يكن قادرا على كبح عاطفته وهو يفارق دمشق التي أحبها وأحبته. وبين هذين التاريخين تاريخ يوم ودع دمشق ويوم التصريح محذرا من ارتكاب الخطيئة الكبيرة عبر الضغط المتواصل على سورية بين هذين التاريخين بقي الكسندر دزاسوخوف على ما كان عليه ولم يتغير مع تغير الظروف التي واجهت سورية ورغم المناصب الرئاسية والرفيعة التي تسلمها في روسيا الاتحادية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في تسعينيات القرن الماضي ،بقي يحترم تاريخه، مذكرا إيانا في الوقت نفسه بمن خدع وخدع الآخرين، على غرار مسؤولين في الغرب الاستعماري تحديدا ومنهم كولن باول على سبيل المثال الذي أبدى ندمه منذ فترة لأنه خان ضميره وأنه سيبقى خجولا من نفسه بسبب ما ارتكبه تجاه أهلنا في العراق أيام كان وزيرا للخارجية الأميركية. إن الكسندر دزاسوخوف حين يصرح قائلا بوضوح وبقناعة تامة إن دمشق حجر صلد لا يمكن كسره لا يتخطى الواقع الذي تلمسه شخصيا ويتلمسه هو والآخرون في الوقت الراهن. إن توازن رجل السياسة أيا كان قربه أو بعده عن موقع الحدث من المزايا التي تضفي عليه صفة الرجل الذي يحترم نفسه كما يحترم الآخرين، دزاسوخوف يوضح هنا أنه حتى وقت قريب كان الغرب ينظر إلى الرئيس بشار الأسد على أنه رئيس دولة يتميز عن بقية القادة الإقليميين ويكاد يسأل نفسه: ماذا حدث حتى اختلفت النظرة إليه؟ ياسيدي المحترم كلنا يعلم في سورية أن الذي حدث هو التصميم على عدم تقديم تنازلات لجهة خدمة إسرائيل على حساب مصالح العرب، ورفضنا السير في ركاب أميركا بعين عمياء على خلفية خلق شرق أوسط أميركي- صهيوني جديد في المنطقة. |
|