تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الموت جوعاً.. فضيحة القرن الـ«21».. الصومال أنموذجاً

قاعدة الحدث
الخميس 28-7-2011
د. حيدر حيدر

المجاعات خطر يحدق بالبشرية منذ القدم، ولكن في عالم اليوم فإن لهذه المأساة ونقصد الجوع أسباباً متعددة، فالجوع اليوم يفتك بأكثر من مليار فقير،

علماً أن أكثر من نصف ضحاياه، هم من الأطفال والنساء، كما أنه يتفشى في أكثر من 90 دولة، ويؤكد الخبراء أن أغلبها في القارة الإفريقية، رغم الفائض الكبير في الإنتاج الغذائي والزراعي العالمي، إن العالم مهدد اليوم بشكل أكبر من أي وقت مضى بانعكاسات أزمة الغذاء العالمي على مستويات الفقر وانتشار سوء التغذية وارتفاع معدلات الوفيات في معظم دول العالم.‏

وينتشر الفقر والجوع في قارتي آسيا وإفريقيا، ووفق تقديرات برنامج الأمم المتحدة للغذاء فإن عدد الجوعى في العالم ازداد بشكل مخيف أكثر من أي وقت مضى، وهكذا فإن من بين سبعة أشخاص في العالم، هناك شخص يعاني من آلام الجوع المروعة.‏

وتشير الأبحاث إلى أن الطبيعة (الأحوال المناخية من جفاف وعواصف وفيضانات وتصحر.. إلخ) هي السبب الرئيسي وراء تراجع إنتاج الغذاء وبالتالي انتشار الجوع، كما أن الحروب، هي سبب أساسي آخر وهي بفعل الإنسان وأدت وتؤدي إلى إجبار عشرات الملايين من البشر إلى أن يهاجروا بسبب القضاء على المزروعات والحيوانات وكذلك تدمير الآبار.‏

ويرتفع عدد الجياع في العالم وتتعقد المشكلات، فالفقر يجعل من المستحيل على الناس والمزارعين منهم خصوصاً من أن يمولوا عمليات الزراعة، بدءاً من شراء الحبوب وتوفير المياه واستخدام التقنيات اللازمة للزراعة وتتفاقم الأزمة بسبب سوء الأوضاع السياسية والاقتصادية المحلية والعالمية، أما المساعدات الدولية فهي شحيحة أصلاً، ويؤكد خبراء أن الجوع في عالم اليوم، هو الوجه الآخر للعولمة الرأسمالية المتوحشة حيث يوجد فائض في الإنتاج الغذائي العالمي، لكن يستخدمه المسيطرون على الاقتصاد العالمي بهدف وحيد هو زيادة أرباحهم وخلف فوضى في الإنتاج الزراعي في البلدان النامية والفقيرة، وهكذا يقف نظام السوق الدولي عائقاً أمام تلبية احتياجات جوعى وفقراء العالم من الغذاء.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية