|
البقعة الساخنة ومعرفة جميع المؤثرات الخارجية والداخلية والذاتية؟ وأي مصارحة تدفع الجميع لطرح خلفيات وتبعات أي قرارات أو تصرفات أو اجراءات ذات انعكاسات متباينة ما بين الجميع؟ وأخيراً أي هدف سام يمكن أن يجمع كل أبناء الوطن الواحد يترفع عن الصغائر ويتجاوز العقبات المصطنعة ويتمسك بالقيم والمبادىء العليا التي تبني ولا تهدم ، وتجمع ولا تفرق ، وترتقي ولا تنحدر ، وتحض على المحبة والتآخي ونبذ الفرقة والكراهية ، وتنتمي إلى الأرض المجبولة بدم وعرق الآباء والأجداد ، وترفض الانسياق للمطامع والاغراءات الخارجية وتستذكر ذات الشمس التي تلوح جلود أبناء الوطن الواحد بالسمرة ذاتها وتنسى المصابيح الصناعية التي لا تقوى على مجاراة الضوء الكوني الذي يهب الحياة معنى المحبة والعطاء. أسئلة وغيرها الكثير ينبغي أن تلامس أذهان أبناء الوطن بجميع انتماءاتهم ومعتقداتهم ومواقفهم مهما اختلفت وتباينت أو تقاطعت وتقاربت، ذلك أن المحنة التي تمر بها سورية لاتستثني أحداً، صغيراً كان أو كبيراً ، متداخلاً بشكل مباشر في مجريات الأحداث أو مراقباً أو محايداً ، فلا أحد ضامن سلامته في ظل حالة الفوضى وتداخل الأحداث واستمرار قوى الظلام الخارجية بلعب دور التخريب، وتدافع محطات اعلامية للتسابق على ممارسة الفعل التحريضي والتفريقي في مخالفة أكيدة لأبسط قواعد المهنية وعدم التزام واضح بمواثيق الشرف الاعلامي ، وتخل عن نواظم ومحددات الأخلاق المهنية التي تلتزم بها كل وسيلة اعلامية بصورة وشكل محددين بحيث تعطيها ميزة وشخصية وهوية تجعل المتابع يعرفها من تلك المواصفات والمزايا.. والإجابة على هذه الأسئلة والكثير غيرها تحدد القدرة على تجاوز المحنة، وتحدد حجم ومدى وطبيعة الخسائر والقرابين الممكن تحاشي سقوطها فيما اذا توافرت النيات الحسنة والصادقة بين جميع أبناء الشعب الواحد. فالحديث عن التدخل الخارجي والأسباب التي تحكم مخططاته قد غدت أمراً من الماضي بعد تكشف الكثير من الحقائق والوقائع على الأرض ، فضلاً عن المعرفة التاريخية الطويلة للتجربة المضنية مع الدول الاستعمارية المستعدة دوماً لتقديم الشعوب أتوناً للموت والحرق في سعيها للسيطرة على ثروات البلاد، والاستفادة من مزاياها وموقعها وطرق مواصلاتها ، كل ذلك في إطار النظرية الغربية القائمة على التفوق والتفضيل للفرد الغربي والاستهانة بغيره من الشعوب على امتداد القارات كلها... إن المرحلة الراهنة تستوجب استنهاض الهمم والقيام بعملية مراجعة حقيقية مع الذات على مستوى الأفراد والمجتمع والمكاشفة بالوقائع والنظر إلى المستقبل، ورسم الصورة المرتقبة لأبنائها وطريقة معيشتهم فوق أرض أجدادهم. |
|