|
شؤون سياسية إلا من تدمير قطار الشعب، وهو في رحلة إنسانية فيها العديد من المرضى الذين ينشدون دمشق للعلاج والتداوي، ومن الثابت هذه المرة أن الفاعل ليس الدولة وأجهزتها كما كانت تلقى الذرائع في الأعمال الإجرامية السابقة، وكذلك من الثابت أن الإعلام التحريضي المسموم لم يعر الحدث الجلل أي أهمية وشاغل نفسه بحدث النرويج لكي لايكون ضد نفسه هنا على أرض سورية ويضطر للاعتراف بأن عملاً إرهابياً قد ارتكب بكل استهتار بالدم السوري، وبالإنسان الذي يرفعون راية حريته ويدمرون قطار أمنه واستقراره وحضارته. نعم كان فجر السبت الماضي فوهة بركان قذفت حمم الكراهية على مساحة الجغرافيا السورية، وأجبرت المواطن في بلدنا على أن يستعيد شريط الذاكرة الوطنية ليعيد تقويم الموقف لأنه لم يعد هنالك شيء مفهوم إذ كيف نقول بالحرية ونقتل؟ كيف نقول بالحرية ونهدم؟كيف نقول بالحرية ونمزق البلد، والأطروحات التي كان شعبنا قد قاتل الاستعمار تحت رايتها وانتصر عليه. ويقاتل العدو الأخطر الصهيونية وكيانها العنصري ويحقق النصر تلو النصر، وفي كل حسابات العالم من المنظور الجيواستراتيجي صار المشروع الصهيوني على قيد الزوال . أيها الناس! لو عدنا بالذاكرة إلى سنتين خلتا، ألم يكن بلدكم سورية في ذروة رضى قوى الحرية العالمية عليه، وخاصة حين تمكن من إفشال أهداف العدوان على غزة عام 2009؟ وقد كان قبلها قد أفشل عدوان إسرائيل المقاومة اللبنانية 2006؟ ألم تكن سورية في جميع استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسات دولية بلد الأمان ،والاستقرار، والسياحة السعيدة والعيش الرغيد، والعلاقات الاجتماعية الطيبة؟ ألم يكن بلدكم سورية البلد العربي الذي يمثل نبض شارع الأمة العربية من الخليج إلى المحيط؟ ألم تكن مؤشرات النهوض في سورية تغري الاستثمار العالمي والإقليمي، والعربي فيها؟ ألم تكن سورية على بوابات المشاريع الكبرى، والفضاءات الواعدة من البحار الخمس، ومن التكتلات الواعدة عبر المتوسط أو ربط البحار؟ ألم تكن بلدنا تتحرك نحو الفكر المتجدد والسياسة المفتوحة على كافة قوى الشعب وتياراته وتقادم التطرف؟ ألم تكن بلدنا تعمل من أجل التقليل من أكلاف التعليم والصحة وتضع برامجها لسكن الشباب وتولي الرعاية الكاملة لأصحاب الاحتياجات الخاصة؟ ألم تكن بلدنا قد حققت صدارة معتبرة في السدود الكبيرة وما يؤدي إلى زيادة الأراضي المروية وتأمين الأمن الغذائي والمائي والوطني عموماً في وطن ليس له قبل الاعتماد على الذات؟ ألم تكن بلدنا ومازالت تنعم في الكهرباء حتى في أبعد مزرعة سورية في حين قد قيل في الربع الأول من القرن الماضي أي بعد الثورة الاشتراكية الشيوعية في روسيا القيصرية 1917: إن الشيوعية كهربت البلاد؟ ألم تروا -يا إخوتنا- بأن الوطن الذي لم يعد بحاجة إلى المؤسسات الاقتصادية العالمية الكبرى ( البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، ومنظمة التجارة العالمية) برغم تحكمها في الاقتصاد الدولي وبالنظام المالي العالمي وتقسيم العمل الدولي، ليس لها أي وسيلة ضغط تذكر على بلدكم المتحرر من المديونية ومن برامجهم وجداول الدين؟ ألا تسافرون بين مدننا السورية على شبكة طرق حديثة تمثل شرايين حياة وحضارة للإنسان العربي السوري الذي يستحق كل تنمية وازدهار؟ ألا تنظرون إلى المساحة الخضراء التي أصبحت سورية تعتز بها حيث يغطي شجر الزيتون في كل بقعة من أرضنا الطهور هذا إذا ماقلنا عن التفاح والكرز والمشمش والفستق الحلبي؟ هل ترون مصانع سورية الواعدة وفي كافة مجالات التصنيع وحتى للنفايات الصلبة كيف ستحول بلدنا إلى بلد الخير، واليمن والمستقبل؟ ألا ترون إلى دور العبادة لكافة الأديان وطوائفها كيف تعلو شواهق حق ويذكر بها اسم الله كثيراً؟ ألا ترون أطفال سورية الذين يذهبون إلى المدرسة في كل صقع من بلدنا وتتوافر لهم سبل العلم من الابتدائية إلى الجامعات السورية التي أصبحت في معظم المدن السورية؟ ألم نستفد من مشافي الدولة، ومستوصفاتها ومراكزها الصحية ونضمن بها صحتنا؟ ألم يعف هذا البلد حتى عن الذين ارتكبوا مايعاقب عليه القانون حتى يتم فتح صفحة جديدة في حياة الناس وسلوكها وأخلاقها؟ ألم تصدر كافة المراسيم التي كانت مدار طموح لكل مواطن على مدى عقود من الزمان، وهاهي سورية تدخل الحوار الوطني على قاعدة أن الكل في وطن الجميع يسعى معاً، ويتشارك في كل مسؤولية لبناء الوطن والإنسان؟ ألم نفرح منذ أكثر من عقد من الزمان بالفن السوري ذي المكانة العالمية والدراما السورية كذلك والثقافة السورية التي شرعت تشق عالميتها رغم العولمة المتوحشة بأسلوب الليبرالية الجديدة غير المؤنسة؟ وطن نعيش هذا كله فيه كيف نهدمه ولو كان فيه فاسد، أو عديم الحكمة من وزير ومن مدير، ومن مسؤول، الوطن أغلى من المخطئين فيه، وتعالوا نتعاون على بنيانه من جديد كي لانهدمه خدمة للصهيونية وإسرائيل.. |
|