|
حدث وتعليق وهو سقوط « النظام السوري» والتوصل إلى اتفاق سلام على مقاس المشروع الصهيوني مع الذين جندهم كيانه لهذه الغاية, دون أن ينسى كيل المديح لمن سماهم المحتجين الذين لم يتراجعوا, وهو يقصد هنا بالطبع الجماعات الإرهابية المسلحة التي تواصل أعمال القتل والتخريب . إذا فتصريحات بيريز تشير بكل وضوح إلى أن الأصابع الإسرائيلية وراء ما يحدث حقيقة لم يعد بالإمكان إنكارها, ولا سيما أنها جاءت بعد أيام على عقد المؤتمر المشبوه لمن يسمون أنفسهم المعارضة في الخارج في قاعة سان جيرمان بباريس بدعوة من الصهيوني الفرنسي برنار ليفي, ومشاركة الكثير من الشخصيات الصهيونية سواء ممن يحملون الجنسية الفرنسية أو الإسرائيلية أو غيرها . كما أن تلك التصريحات تفسر معنى الإصرار الأميركي والأوروبي على التدخل الفظ في الشأن السوري, والمحاولات اليائسة لجر البلد إلى الجهة التي تخدم إسرائيل, كون اللوبي الصهيوني يتحكم إلى حد بعيد بقرارات تلك الدول وبشهادة العديد من مسؤوليها, وآخرها كانت شهادة وزير الخارجية الفرنسي السابق رولان دوما. الأمر لم يتوقف عند الشأن السوري فحسب, فأوهام بيريز جعلته يعتقد أيضا بأن الشعوب العربية ستتباكى من أجل صنع السلام بعد التخلص من حكامها, متجاهلا حالة الخوف التي باتت تلازم حكومة الاحتلال نتيجة ما يحدث في المنطقة, لإدراكها بأن كل المحيط العربي ينبذ كيانها المصطنع, وأن هذا المحيط قد ينفجر بصورة جماعية ضده فيكون مصيره إلى زوال, فشعوب المنطقة لم تكن يوما راضية عن وجوده وعن سياساته العدوانية. نعم فبيريز وجميع المسؤولين الإسرائيليين يشعرون بالخوف, فطوال السنوات والعقود الماضية كانت إسرائيل شبه مطمئنة كونها تتحكم بخيوط اللعبة وتدير الأمور كيفما تشأ, مستغلة عجز بعض الأطراف العربية التي سهلت لها في الكثير من الأحيان فرض شروطها ورؤيتها إزاء عملية السلام, ومنحتها الكثير من الفرص لتستكمل تنفيذ مخططاتها على الأرض,ولكنها تخشى أن تتغير الأمور الآن بعد أن تستعيد الشعوب قرارها المسلوب من قبل بعض الأنظمة التي كانت تحابي سياساتها . لن يطول الوقت حتى يصحو بيريز من أوهامه, ويعيد حساباته من جديد, فالشعوب العربية لديها البديل الذي تنادي به وهو خيار المقاومة . |
|