تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ثمن ســلام بيـريـــز!!

منوعات
الجمعة 29-7-2011
أحمد ضوا

يوماً بعد آخر يثبت بعض دعاة المعارضة في الخارج والداخل أنهم لا يريدون الإصلاح والحرية والدولة الديمقراطية، وآخر إثبات قدموه في هذا الشأن

رفضهم للقرارات ومشاريع القوانين والمراسيم الإصلاحية والتي كان آخرها مشروع قانون الانتخابات وقبله مشروع قانون الأحزاب.‏

والاستنتاج هنا أن من لا يريد الإصلاح يسعى إلى زعزعة استقرار سورية أو ينفذ أجندة خارجية تصب في خدمة المشاريع الغربية والأميركية للمنطقة، والهادفة إلى إضعافها وزيادة مشاكلها إلى الدرجة التي تفقد فيها السيطرة على حماية استقرارها وأمنها، وكلا الهدفين يحققان ما ترمي إليه اسرائيل ومن يقف خلف حماية احتلالها للأرض العربية وإجرامها وإرهابها المستمر بحق الشعب الفلسطيني.‏

وبالمقابل إن من يرفع شعار إسقاط النظام في سورية يرتكب جريمة بدفع الوطن باتجاه غياب النظام والفوضى، وهو ما يعاقب عليه القانون الوطني والدولي وتتضاعف العقوبة عندما تتقاطع دعوات هؤلاء لإسقاط النظام مع آمال وأمنيات صريحة لرئيس الكيان الصهيوني وقادته بسقوط النظام، وهنا السؤال هل تحوّل بيريز صاحب مصطلح «منطقة الشرق الأوسط» عوضاً عن الوطن العربي إلى ناطق رسمي باسم هؤلاء المعارضين؟!.‏

بالتأكيد لم يعد هناك شيء مخفي في تكالب الثالوث العدواني المتمثل بمعارضين سوريين والغرب وأميركا واسرائيل لضرب استقرار سورية ووحدتها وما صرّح به شمعون بيريز قبل أيام حول سورية من المفترض أن يزيل أي غشاوة لدى البعض إزاء هذه الحقيقة الصارخة في تعبيراتها السياسية والاعلامية والاقتصادية والأمنية، وكل من لا يريد أن يقتنع أن هناك مؤامرة من هذه الأطراف على سورية سواء كان يعلم أو لا يعلم يسهم بجريمة الاعتداء المباشر على سورية والوطن والدور والوحدة الجغرافية والاستقرار في المنطقة.‏

فخلال الأربعة أشهر الماضية لم تفعل الاحتجاجات المقترنة بالعناصر المسلحة فعلها على الصعيد الأمني والاقتصادي والسياحي ومعيشة المواطن السوري بشكل عام فقط بل ضربت أيضاً قيماً اجتماعية ودينية ومن شأن ذلك تهديد الاستقرار المجتمعي.‏

ويتماهى إصرار بعض أقطاب المعارضة على رفض المشروع الإصلاحي مع إجرام التنظيمات الإرهابية المسلحة بحق المواطن السوري ومؤسساته الوطنية ليشكلا معاً أداة بيد التدخل الخارجي في الشؤون السورية.‏

إن العمل بالمشروع الإصلاحي تلبية لمطالب الغالبية الساحقة من السوريين لن يتوقف سواء رضي دعاة «الفوضى واللانظام» أم لا، الذين يعتبر رفضهم لهذا التوجه الإصلاحي الشامل دليلاً على نجاحه وصولاً إلى الدولة والمجتمع الذي ينشده السوريون في المستقبل.‏

إن مجاهرة الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز بانتظار سقوط النظام في سورية لفرض السلام الذي تريده إسرائيل لا يصب في إقامة دولة ديمقراطية، بل يحقق المصالح الإسرائيلية، ومن يرفض المشروع الإصلاحي الجاري تنفيذه الآن تتقاطع أهدافه مع أهداف بيريز الذي لم يفكر لدقيقة واحدة بإنهاء احتلال كيانه الغاصب للأراضي العربية المحتلة والحقيقة الساطعة أن الشعب السوري لن ينتظر طويلاً ليخيب آمال بيريز وغيره من المعارضين والمتدخلين.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية