تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مفارقات العالم «المتمدن»

حدث وتعليق
الجمعة 29-7-2011
أحمد حمادة

أزمة الجفاف والمجاعة التي تضرب القرن الإفريقي هذه الأيام تكشف بعمق ازمة النظام العالمي الجديد الذي تقوده الولايات المتحدة والقوى الغربية المتحالفة معها والتي تسمى «دول الشمال» الغني،

وتشكل فضيحة كبيرة لمن ينصبون أنفسهم محامين للدفاع عن حقوق الانسان في العالم.‏

ففي الوقت الذي يقيمون الدنيا ولا يقعدونها لحماية المدنيين والدفاع عن حقوق الانسان في هذا البلد أو ذاك من أجل النفط والغاز والمصالح فإن مؤتمراتهم وندواتهم عن المجاعة في الصومال وكينيا وإثيوبيا لا تسمن ولا تغني من جوع ، وتكاد تقرر إرسال القليل من الفتات والمساعدات العاجلة الى هذه المناطق المنكوبة.‏

وفي الوقت الذي تقوم به شركات الاحتكار العملاقة في الولايات المتحدة وأوروبا بإلقاء مئات الألوف من الأطنان من الاغذية في عرض المحيطات والبحار للمحافظة على اسعارها العالمية ، وتكديس المزيد منها في المستودعات فإننا نراها تغمض عيونها عن موت الألوف ومجاعة الملايين في إفريقيا وآسيا وغيرها من بلدان العالم.‏

والمفارقة الكبرى التي تفضح سياسات الغرب الازدواجية اليوم أن مفوضية الاتحاد الاوروبي ترصد نحو 28 مليون يورو لضحايا الجفاف والمجاعة في القرن الافريقي في الوقت الذي تخصص بعض بلدان الاتحاد الاوروبي مليارات الدولارات من اجل الحرب على ليبيا بذريعة حماية المدنيين ، مع ان القاصي والداني يعرف ان النفط والغاز الليبي هدفها وغايتها.‏

لكن المثير للسخرية اكثر أننا نسمع يوميا فشل المؤتمرات المخصصة لإنقاذ القرن الافريقي مثل فشل الاجتماع الدولي الطارئ لمنظمة الفاو في اعتماد خطة لاحتواء الازمة في الوقت الذي تتسارع مؤتمرات موازية لرصد ميزانيات الحروب وصرف الملايين من أجلها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية