|
ثقافة ولد الأديب الناقد شكري فيصل في حي «العقيبة» بدمشق عام 1918 من أسرة رقيقة الحال. وكان شقيق أمه الشيخ المحدث محمود ياسين، يدير مدرسة ابتدائية في منطقة «المسكية» الملاصقة للجامع الأموي الكبير، وفي هذه المدرسة تفتحت مواهبه الأدبية، ولا سيما أن خاله قد وضع بين يديه مكتبته العامرة بالمصنفات الأدبية والكتب التراثية، خلال تكوين وعيه المعرفي. وفي عام 1931 انتسب إلى «مكتب عنبر» الثانوية الوحيدة في دمشق، فكان من طلابها، المتفوقين وبعد حصوله على شهادة «البكالوريا» سافر إلى القاهرة ليتابع دراسته بكلية الآداب. وفي عام 1941 حصل على إجازة عامة في الآداب بدرجة الامتياز، فعاد إلى دمشق ليدرس اللغة العربية وعلومها في ثانويتها، وفي الوقت نفسه انتسب إلى كلية الحقوق، حيث فاز بشهادة ثانية من جامعة دمشق عام 1946. وقد قام شكري فيصل إلى جانب التدريس بتأليف الكتب بتكليف من وزارة المعارف،وفق المناهج التربوية الحديثة، منفرداً، أو بالتعاون مع بعض زملائه كتقليد متبع مع وزارة المعارف حتى يومنا هذا. وفي العام 1946 أيضاً، اختارته جامعة دمشق ليكون في عداد هيئة التدريس بكلية الآداب، في قسمي اللغة العربية والتاريخ، ثم تم إيفاده إلى جامعة القاهرة لنيل شهادة الدكتوراه في الآداب، فكان له ما أراد، ونال شهادة الدكتوراه بدرجة جيد جداً، وعاد إلى وطنه وعين أستاذاً للأدب العربي القديم في قسم اللغة العربية. والجدير بالذكر أن الدكتور شكري فيصل، كان معجباً بأسلوب عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، الذي تتلمذ على يديه لسنوات، فتشابه الأسلوبان حتى بات يصعب التمييز بين الأسلوبين. وفي الأول من شهر شباط عام 1962، اختير شكري فيصل عضواً عاملاً في مجمع اللغة العربية، ليشغل المقعد الذي كان يحتله رئيس المجمع السابق الأديب خليل مردم فكان من أنشط أعضائه. وفي سنواته الأخيرة عمل أستاذاً للأدب العربي في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، إلى أن وافته المنية في الثالث من شهر آب عام 1985، إثر عملية جراحية في القلب أجراها في مدينة جنيف السويسرية. من أشهر مؤلفاته: «تطور الغزل بين الجاهلية والإسلام من امرئ القيس إلى ابن أبي ربيعة» والحق أن هذا الكتاب نموذج فذ من نماذج الدراسة الأدبية المعاصرة، ارتفع فيه مؤلفه إلى مستوى الباحثين الكبار في تراثنا الأدبي. |
|