|
شؤون سياسية (فينو غراد) التي أقرت بالهزيمة الساحقة للعدوان نتيجة عدم تحقيق أي من أهداف الحرب والعدوان لكن الواضح أن العدو الصهيوني يريد استرداد الصورة التي كانت تقول إنه صاحب (الجيش الذي لا يقهر) ومن هنا جاءت التصريحات المتكررة الأخيرة لأركان العدو المحتل والتي تقول بأن الحرب (الجديدة) إن وقعت ستكون نصرا للعدو على المقاومة اللبنانية ومن يسندها من العرب ومن المسلمين ربما استغلالا لما تزخر به الساحة العربية من أحداث عموما وبما تشهده الساحة السورية خصوصاً، بيد أن الوقائع على الطبيعة أكدت أن التفوق التكنولوجي والعسكري الصهيوني لم يكن ليمنح المعتدين أي فرصة للنجاح في أي حرب مقبلة والمناورات وتطوير القدرات العسكرية الصهيونية لايمكن أن تغير النتائج. الصحيح أن القوس الملتهب المواجه للعدو الصهيوني من شأنه أن يفكك البنى التحتية للكيان العدواني بل إن وحدة المواجهة الممتدة إلى كل المساحة المواجهة للحرب العدوانية تؤكد خطل التوقعات بل والتهديدات الصهيونية وإذا كان السيد حسن نصر الله قد أكد مثل هذه الحقيقة فليس من المستبعد أن يمنى المحتلون المعتدون بهزيمة قد تكون أمر وأقسى وأعمق من تلك التي مني بها المعتدون في العام 2006. ما نريد الوصول إليه هو أن انشغال الجيش السوري مثلا لا يمكن أن يعني عدم قدرة سورية على المواجهة بل إن المؤكد هو أن الجيش العربي السوري- وهو يقوم بمهمة حفظ أمن المواطنين لا يغفل ولا يسهو عن مهمته الأساس وهي الحفاظ على أمن الوطن والعدوان الصهيوني- إن حدث ضد لبنان- وبحسب ما يروج له القادة العسكريون الصهاينة لن يواجه لبنان والمقاومة اللبنانية وحدهما وحسب- هناك قوس مقاوم يمتد على مسافة اقليمية تتسع لتصل إلى ما وراء نهر دجلة وتتضمن الفرات بما أنه يمر في أرض سورية أيضاً. معروف أن العدوان يستهدف المقاومة وما يجري ضد سورية يستهدف المقاومة أيضاً بل هو يستهدف سورية المقاومة وبالتالي فليس من المعقول أن تتفرج سورية على العدو وهو يقوم بعدوان ضد أمنها وضد سياستها القومية الممانعة وهي إذ تقف الموقف المدافع عن النفس فإنما تقوم بما يمليه عليها واجبها الوطني من حماية أمنها الوطني. إن الترابط بين ما يتمنى العدو الصهيوني أن يكون وما بين ما يريده الوطنيون والمقاومون العرب ومن يسندهم يعني أن على الاستراتيجيين الصهاينة أن يحسبوا حسابات أخرى ما جرى في العام 2006 لن يتكرر بالصورة التي يخطط لها الجنرالات في تل أبيب برغم نتائجه الباهرة للمقاومة اللبنانية بل إن عليهم أن يفهموا أن هناك من المفاجآت ما ينتظرهم وهي مفاجآت ليست سارة بأي حال على الاطلاق وعليه إذا ما أقدم الصهاينة على اقتراف حماقة عدوانية جديدة فعليهم أن يتوقعوا أن النار لن تكون محصورة في البقعة الجغرافية التي تعني لبنان وحده بل عليهم أن يعيدوا النظر في حساباتهم وأن يفهموا أن المعركة هذه المرة ستكون كبيرة وأن مساحتها لن تكون ضيقة ولن تقتصر على جنوب لبنان ولا حتى على لبنان بكامله، والتحذير الوارد من السيد نصر الله يجب أن يأخذه العدوانيون الصهاينة مأخذ الجد فهم ما اعتادوا من الرجل إلا الجد والصدق وتجاربهم معه خير دليل إن في عام 2000 أم في عام 2006. الكيان الصهيوني نفسه لن يكون في مأمن أو منجاة من تلقي الرد القاسي الذي سيغطي كامل الوطن المحتل ولذا ستكون أي محاولة لشن الحرب والعدوان على لبنان حماقة صهيونية كبرى ربما سيذكرها أكثر من (فينوغراد). |
|