|
ثقافة خرج من عباءة التقليد المتوارثة ليظل مخلصاً لشكلها الهندسي وليحولها إلى فضاءات تتسع للكون ولمدارات تعيد تشكيله مرة أخرى، ولوحات تعيد تشكيل الخط وتعيد أرشفته ترسم الحب العاصف شوقاً حيناً وحيناً آخر ترسم الحرب التي شوهته، مرة يعود إلى دفاتر الأمة العتيقة فيتذكر ماضيها التليد فيرى أنه من الممكن ليس فقط أن نستشف ظلاله، بل من المؤكد أنها تعود بشخصيات تعيش بيننا فيلقي مزيداً من الضوء عليها... ومرة أخرى يزيدنا شوقا إلى مستقبل مشرق، فكيف لا فهذه أمة حية لايمكن إلا أن تكون كذلك .. فاهدئي أيتها العواصف وكفاك غطرسة وغروراً ...إنك في حضرة دمشقية مقدسة. وعندما تكونين في حضرتها يجب أن تتعلمي الصمت والخشوع لأنك أصبحت الآن تطئين قلب العالم ومركز قوته وضعفه، مهد مسيحه ومحمده، الذي تكاتف كل طغاة العالم لإخضاعه .. عبثا.. كلها .. محاولات، ليس فقط لأنها الأقوى و الأهم من بين دارات الدنيا وجعلها الله كفة الميزان ومعياره ومعادلته الصعبة، بل ببساطة شديدة جداً هي القلب الذي يوزع الجميع ويرتبهم عبر شرايينه ومن له العبث بقلبه ... إنها سورية .. في معرض المولوي، وفي هذه المرة تحولت بريشته دون أن يدري إلى أسد عروبي جذوره ممتدة إلى العظم ورأسه شمخ عالياً في السماء . فلا نستغرب كل هذه، ألوان الحياة وكل هذه التراتيل، وكل هذه الآيات المترنمة بالتاريخ والحاضر والمستقبل ..إنه أسد العروبة بريشة فنان تمردت على عباءة التاريخ لتستقي من ينابيعه وينابيع الحياة ...والآن هي تعبر عن قليل من الغضب وكثير من الصمود ... |
|