|
عن الانترنت وحدث ذلك طبعاً في أوروبا وكندا ثم استعمل هذا الدواء في جميع أنحاء العالم كعلاج جديد لأمراض عديدة كالجذام، والروماتيزم، والتهاب المفاصل، والإيدز، والسرطان وخصوصاً لسرطان الرئة، والبروستات ولأمراض الدماغ أيضاً، وقد توقع الطبيب (نورمان فوست) وهو طبيب مشهور في جامعة ديسكرتين وهي المكان المباشر المسؤول عن تجهيز الكثير من الأدوية والعقاقير أن يشهد هذا العقار رواجاً كبيراً، وخصوصاً أن بعض الأطباء والصيادلة قد وضعوا هذا الدواء كنوع من المسكنات والمهدئات المنومة لمرضى كثيرين، ولكن المفاجأة الكبيرة التي حدثت أنه قد سبب لأكثر من 12 ألف طفل إعاقة ولادية وذلك عن طريق تناول الأمهات الحوامل لهذا الدواء أثناء حملهن، والجدير بالذكر أن نصف هؤلاء الأطفال قد دفعوا حياتهم ثمناً وهم لايزالون في مرحلة الرضاعة، وما يعتبر أكثر أهمية من هذا كله أن وزارتي العدل والحكومة الأميركية لم تقدما أي موافقة على استعمال هذا الدواء لما له من تأثير سمي (ذلك كما ظهر فيما بعد من الحالات الكثيرة التي تأثرت بهذا العقار) ثم إن الكونغرس الأميركي كان قد قدم المكافآت الكافية لتنظيم هذه الأدوية وذلك ضمن نشاط مفعم بالتوازن للقضاء على هذه الأخطاء الشنيعة، وتوقع الكثير من الأطباء أن تعاد صياغة هذا الدواء والذي يستعمل كعلاج لكثير من الآفات الجلدية التي لها علاقة بمرض الجذام وقد منع بعض الأطباء من استعمال هذا الدواء لأي مرض مزمن أو أي انحلال جسدي ولم يعانِ أحد كما عانى الضحية الأساسية للثاليدومايد وهو الكندي البالغ من العمر 36 عاماً ويدعى راندولف دورين الذي ولد بلا يدين إثر حبتين من الثاليدومايد التي تعاطتها والدته أثناء فترة حملها به، وقد تقصد هذا الشاب العمل في أحد المعامل المصنعة لهذا الدواء، يقول راندولف: «إنه حقاً مأزق أخلاقي.. حقاً لقد صدقنا أن هذا العقار سيفيد المرأة الحامل ولكنهم نسوا أن يخبرونا عن معاناة هؤلاء الأطفال مستقبلاً». والحقيقة أن الجهات المسؤولة دهشت كثيراً من هذه المأساة الحقيقية التي سببها هذا الدواء، وخصوصاً عندما علموا أنه يملك رخصة قانونية وهي التي جعلت النساء الحوامل متأكدات من تعاطيه ولكن الدكتور سينسيامور مدير مركز الأمراض والإعاقة والذي يحاول التوصل للوقاية من هذا الداء كان قد أخبرنا أن الحكومة قد تكفلت بجمع العقار المذكور من الأسواق، علماً أن العلماء لم يتوقفوا لحظة عن دراسة هذا العقار وتسجيل الملاحظات الدقيقة التي تخصه. وفي هذه الأثناء قامت مجموعة من الأطباء بإعطاء مسكن للناس على هيئة علاج لمرضى الجذام «أو مايدعى بالالتهاب الجلدي الحاد» وبالفعل استطاع هذا الدواء وعلى غير المتوقع شفاء الكثير من الآفات الجلدية المؤلمة، وقد أكد الطبيب (استيفن ريا) الخبير بمرض الجذام في جامعة كاليفورنيا الجنوبية أن الأطباء الأميركيين قد حصلوا على إذن لنشر هذا الدواء في جميع أنحاء العالم وقد أرسلوا رسالة موافقة آتية من السلطات المسؤولة تشير إلى سبب ذلك، وأكد كلينك على إمكانية استعمال هذا الدواء لمرضى الإيدز والسرطان. وعلى الرغم من هذه المجازفة كانت هناك حماسة كبيرة تجاه هذا الموضوع وخصوصاً كونه يسبب إعاقات حقيقية للأطفال الحديثي الولادة، ومع ذلك هذا لم يمنع بعض النساء من الاستفادة منه، وقال الطبيب فوست: إن المجتمع الأميركي يحاول الوصول لقرار اجتماعي ليقلل من عدد المصابين بهذه الإعاقات. حقاً لقد حير هذا الدواء عقول الملايين فهو مهم جداً لأمراض خطيرة وبنفس الوقت له تأثيره السلبي وخصوصاً على الأطفال الحديثي الولادة. |
|