تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ذاكـرة لــن يطول انتظارها

الجولان في القلب
الأثنين 1-8-2011
فراس الطالب

الجولان السوري، الأمير الذي آسر القلوب بسحره الخلاب، بجماله الذي تنشرح له الصدور وتسر له العيون، ينساب جماله الصافي نشيداً عذب الإيقاع في سهوله المنبسطة وهضابه الشامخة، وتلاله الغافية على زند الوداعة.

حينما ترد كلمة المحتل على هذا الجولان، هذه الصفة صفة مؤقتة لغوياً وتاريخياً ونفسياً لأن الجولان كان منذ فجر التاريخ أرضاً سورية حرة وسيعود أرضاً سورية حرة رغم أنف المعتدي الصهيوني الغاصب رغم الوضع الذي يعيشه هذا الجزء الغالي من وطننا الحبيب حالياً.‏

هذا الجمال الذي عرف كيف يستخلص كل ما في كتب السحر من معاني الفتنة والعذوبة، فإذا قلنا عنه إنه الجمال الذي يسحر العقول ويسيطر على القلوب ويخطف العيون، فلأنه كذلك، وما نقوله في وصفه هو عين الحقيقة مجسدة بأبهى صورة.‏

تلك بشرة الجولان استقت لونها من سمرة الأرض المتجذرة بانتسابها إلى العروبة، هي بشرة ناعمة لمحبيها، لكنها تنقض وتنتفض إعصار غضب على المحتل الغاصب، وقد آلت على نفسها أن تظل منتفضة حتى يولي الأدبار راحلاً عن الأرض التي دنسها، وستستعيد بعد رحيله طهرها ونقاءها.‏

وماذا تصف العين من محاسن، وبماذا يبدأ القلب روايته في عشقه الأزلي للجولان..؟!‏

يبدأ بالحديث عن تلك النضرة التي تأخذ بمجامع القلوب وتقيم فيها دون استئذان كما يدخل الهواء الرئات ويقيم فيها دون استئذان ويصبح سر حياتها وجوهر وجودها.‏

حبات عناقيد العنب الجولاني عبارات الترحيب بالقادمين بالمحبة على الجولان، لأن ابن هذا البلد شرب الكرم الأصيل مع الحليب الذي رضعه ومع الماء الصافي الذي نهل منه، ومازالت المضافة الجولانية حتى يومنا هذا رمز الكرم والشمائل العربية الأصيلة.‏

وتفاحة حمرة الشهادة التي لونها أبناء الجولان برباطة جأشهم،وإيمانهم بترابهم الذي سيعود حراً كريماً، منحنياً بين أحضان الأم سورية العزة والإباء.‏

كلها معالم تشير إلى زوايا السحر في هذه الأرض الكريمة المعطاء،وكل من زارها ومتع ناظريه برهة من الزمن بسفوحها وسهولها وأوديتها سيجد نفسه محاطاً بهذا الجمال والنضرة والبهاء، سارحاً على أجنحة الخيال الخصب ببساتين التفاح التي تضوع مسك زهرها وتمايلت وتراقصت حبيباتها منتشرة بين الأغصان كانتشار النجوم الصافية في السماء الزرقاء القمراء، وسيجد نفسه محفوفاً ببساتين الكرز الأحمر القاني والكرز الأصفر الشفاف والكرز مختلف ألوانه، وقد تلاحمت آلاف من هذه الثمار الشهية مع منابت أغصانها وانحنت محدودبة في الهواء وكأنها أذرع قد امتدت مرحبة بكل من زارهم ومرددة: أهلاً وسهلاً بالقادمين،نحمل إليهم قناديل النور إذا أتوا البيوت من أبوابها، ونجعل القناديل قناديل نار إذا خرقوا أصول المجيء وحاولوا التسلل مثل اللصوص السارقين.‏

هذه الصورة المضيئة من الجولان، ستبقى في ذاكرة كل سوري تزرع الأمل، وهي التي لم ينسها ولن ينساها، ليقول ما أشد اشتياقي إلى جولاني الحبيب، انتظرته وطويلاً ولن يطول انتظاري إنه عائد إلي عودة النصر مع فجر الحرية القادم.‏

Ferasart72@hotmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية