|
دمشق وافيضت فيه على البشر هداية الرحمن وأشرقت فيه شمس دستور الاسلام فبددت عن الكون الظلام فتحتم على المسلمين الصيام والقيام. وأضاف انه شهر الصيام.. شهر عظيم.. فكيف نستقبل العظماء وهو ضيف يعرف حقه الاتقياء ولا يعصى الله فيه إلا السفهاء انه شاهد يوم القيامة بالاحسان لمن أحسن وبالاساءة لمن أساء. واشار وزير الاوقاف الى ان رمضان لم يكن الا زمنيا لشهر معروف في السنة القمرية ولكن عند المسلمين ايحاء تهتز له قلوبهم وتنشرح به صدورهم وتسمو به ارواحهم ويوحي برحلة إلهية ميقاتها الشهر كله يخلع فيها المؤمن نفسه من حياة مادية مظلمة الى حياة روحية مضيئة ومن هموم الدنيا وأكدارها الى لذة لا يعرفها ألم وسعادة لا يعرفها شقاء فيبدأ يومه باسمك اللهم صمت ويختم نهاره باسمك اللهم أفطرت وفيما بين الوقتين يقوم قانتا يركع مسبحا ويسجد داعيا مرتلا وحيه وقرآنه حتى مطلع الفجر فيصبح مصدر خير لنفسه وللناس أجمعين. وقال الدكتور السيد: ان شهر رمضان المبارك يطل علينا بألقه وروحانيته وخيره وفضله وصفائه لننعم فيه بحمد الله وعونه باخلاص العبادة وشفافية الايمان وتسامي الروح وقويم السلوك فشهر رمضان سيد الشهور رفع الله من قدره وشرفه على غيره وجعله موسما للخيرات وجعل صيامه وقيامه سببا لمغفرة الذنوب فتح فيه أبوابه للطالبين ورغب في ثوابه المتقين جعله الله مطهرا من الذنوب وساترا للعيوب وعامرا للقلوب فيه تعمر المساجد بالقرآن والذكر والدعاء والتهجد وتشرق الانوار وتستنير القلوب. وأضاف ان شهر رمضان هو شهر البركات والخيرات واجابة الدعوات واغاثة اللهفات شهر الافاضات والنفحات شهر عتق الرقاب من الموبقات فيه تكثر الصدقات وتتضاعف النفقات ويجود المسلم بما يملكه من العطايا والهبات ترفع فيه الدرجات وتقال فيه العثرات وتسكب فيه العبرات يدخل المسلم خلال الشهر بدورة متكاملة يتجه فيها الى نفسه بالتزكية والتهذيب والتوطين على الاستجابة لاوامر الله سبحانه وتعالى ويتجه الى جوارحه بالتدريب على تطبيق الاوامر الشرعية ليخرج الصائم من رمضان وقد أصبحت له هذه الاخلاق وتلك التصرفات التي يأخذ بها نفسه بمنزلة سجايا راسخة في حياته والذي قال عنه رسول الله عليه الصلاة والسلام «قد جاءكم شهر مبارك افترض عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه الشياطين ، فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم». ولفت وزير الاوقاف الى ان رمضان هو شهر التقوى التي هي رأس الامر وجماع الخير وبه تعلو الهمة وتقوى الارادة وتزكى النفوس ويقوم السلوك ويتحقق الاطمئنان والراحة النفسية معربا عن الامل في ان يقبل رمضان ويكون مطلعه على المسلمين والعرب في شتى بقاع الارض من أفق العزة والنصر والسؤدد والمجد ليستردوا عزهم الخالد ومجدهم التالد ويربطوا أنفسهم بركاب فخر الانسانية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي لا يأفل نجمه.. البصير بالسبل صلوات الله عليه.. داعيا الله ان يقبل الشهر الكريم على الارض فيملأها نورا وسلاما بعد ان ملئت ظلما وظلاما. وان يقبل على بيوت الله تعالى فيغمر ظاهرها وباطنها بنوره ويفتح أبوابها ليلا ونهارا ويملأها روحا وحياة. فلا تخل ساعة واحدة من راكع وساجد أو قارىء أو ذاكر أو مرشد أو مسترشد. وقال وزير الاوقاف ان شهر رمضان بمكرماته قد حل ضيفا مباركا على بلادنا وهي تتعرض لمؤامرة كبرى على واقعها السياسي والاجتماعي والاقتصادي تهدد أمنها واستقرارها ووحدتها الوطنية الا أن رمضان بما خصه الله سبحانه وتعالى من معان عظيمة ودلالات سامية وقيم فضلى هي مرتكزات ديننا الاسلامي الحنيف وبما يتمتع به الشرفاء من شعب سورية من عزة وكرامة ووطنية وبعزيمة وايمان المسلمين يبشر بأن سورية ستخرج من هذه المحنة التي تتعرض لها رافعة الرأس ناصعة الجبين مضيفا وكما قال السيد الرئيس بشار الأسد ان سورية كانت ومازالت وستبقى عصية على الاخذ من الداخل كما كانت وستبقى عصية عليه من الخارج. وتقدم وزير الاوقاف باسمه وباسم السادة العلماء وارباب الشعائر الدينية بآيات التهاني والتبريك للرئيس الأسد مقرونة بالوفاء لقيادته الحكيمة ولمسيرته الرائدة سائلا الله سبحانه وتعالى ان يسدد خطاه لتبقى سورية عصية على اعدائها منيعة على المتآمرين للنيل من سلامتها من خلال وحدتها الوطنية المقدسة والتفاف شعبها حول قيادته مقدرا ايمانه القوى وغيرته الصادقة على حقوق امتنا ومقدساتها. ووجه وزير الاوقاف التحية الى شهدائنا الابرار الذين قضوا وهم يدافعون عن ثرى الوطن وامنه وسلامته وقدموا دماءهم السخية لتبقى سورية بقيادتها وشعبها امنة مستقرة. |
|