تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


محاولة إصلاحية لوزارة الإدارة المحلية ولكن!!!!

شباب
الاثنين 1/8/2011
حسين مفرج

خطوة إصلاحية جديدة أخذت تخطوها وزارة الادارة المحلية بإرسال موافقاتها إلى مديرياتها في جميع المحافظات لتعيين شبابنا الباحث عن عمل.

لاننكر سعة صدر موظفي الوزارة بمن فيهم السيد معاون الوزير المختص في توزيع الطلبات وتسجيلها واستقبالها وصك الختم والموافقة عليها بابتسامة شفافة مريحة تجعل المواطن يأخذ طلبه موقعاً جاهزاً والدنيا لاتتسع لفرحته ,متفائلاً بأنه سيصبح موظف حكومة لكن لا تلبث فرحته أن تتبدد برفقة أحلامه ليجد نفسه كذاك الذي حلم بأنه يطير بالسماء وعندما استيقظ وجد نفسه على حصير مهترئ خصوصاً بعد أن يقال له نعتذر عن تلبية طلبك لعدم توفر الاعتماد والشاغر (معادلة تقليدية مقيتة) ليعود إلى حلقة تشاؤمه من جديد.‏

ما أشرنا إليه ليس من باب الدعابة لكنه مع الأسف واقع ومن لايصدق ليذهب إلى الوزارة المذكورة ويرى ويسمع بنفسه ,حتى أن أحدهم وكان من الذين صادفتهم بالوزارة قال: للمرة الرابعة احصل على موافقة لكني لم أتوظف بعد لعدم توفر الشاغر والاعتماد ومثله كثيرون.‏

أما المدير العام للمصالح العقارية فقد أكد أنه لايوجد لدى مديريته أي تعيين حالياً وأنه طلب من وزارة المالية 1200فرصة عمل لكنها لم توافق إلا على 300فرصة على أن يتقدم طالب التعيين لاختبار في بداية العام القادم ومن ينجح يتم تعيينه وأن مديرية المصالح العقارية تتبع لشخص السيد وزير الإدارة المحلية وليس للوزارة المذكورة ,أما الذي لابد من التنويه له أن الموافقات التي يحصل عليها طالبو العمل قد تم تذييلها بكلمة أصولاً ومعنى ذلك أن أي مدير أو رئيس مجلس محلي في المحافظات أعطي فرصة ذهبية للخروج ببياض الوجه من تعيين أي شاب أو مواطن إذا كان لايريد تعيينه أو لم يتصل به أحدهم أو لاظهر له ليقول له ببساطة عذراً منك لا يوجد لدينا شاغر أو اعتماد بالوقت الذي كان يفترض به أن تعمل الوزارة المذكورة على مراسلة المديريات والمجالس المحلية التابعة لها لتنسق معهم مسبقاً بخصوص تعيين طالبي العمل لا أن تترك الباب موارباً ليخضع تعيين الحاصلين على موافقات لمزاجية أصحاب القرار في المحافظات أو لمدى دعمهم.‏

باختصار لا نريد التشكيك بعمل الوزارة المذكورة ومحاولتها استيعاب أكبر قدر من الشباب للمساهمة بالإصلاح لكن محاولتها وللأسف مازالت حتى اللحظة خلبية وقيصرية بل وغير ناضجة والسبب غياب التنسيق مع مديرياتها في المحافظات مما دعانا لنسأل: إذا كانت معظم الموافقات الخلبية التي يحصل عليها شبابنا لا تحقق طموحاتهم ما الهدف من هذه الخطوة ؟ هل الهدف إعلاني ليقال إن الوزارة الفلانية أخذت تنتهج طريق الإصلاح ؟ أم أن الهدف الضحك على الذقون! ثم إذا كانت الوزارة المذكورة تريد فعلاً (وهذا وارد ) توظيف الشباب وطالبي العمل لماذا لم توفر الاعتمادات اللازمة والشواغر المطلوبة مسبقاً ؟ ثم ومن جهة أخرى إذا كانت مديرية المصالح العقارية لا تتبع للوزارة المذكورة لماذا توجه الأخيرة موافقاتها إليها ؟ ثم ماذنب أولئك القادمين من محافظات بعيدة ليتكبدوا مشقة السفر وأجوره طامحين للوظيفة ويعودوا بخفي حنين ؟‏

إذاً لاشك أن خطوة وزارة الإدارة المحلية إصلاحية لكنها عرجاء والمطلوب تصحيحها بعدم وضع الحاصلين على موافقات تحت رحمة أحد طالما أن هذه الموافقات ممهورة بختم وتوقيع السيد الوزير ,وإذا كنا قد تحدثنا عالمكشوف فهذا نابع من غيرة وطنية صادقة تجاه شبابنا الذين حرموا من التوظيف مسبقاً نتيجة للمحسوبيات والرشاوى والعلاقات الشخصية وما زالوا يعانون ,و اتجاه الوزارة المذكورة التي لا تألوا جهدا في متابعة مسيرة الإصلاح فهل نلمس خطوات قادمة جادة في تعيين شبابنا الباحث عن عمل ؟ أم أنك يا أبو زيد ما غزيت!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية