|
شؤون سياسية وهناك أزمة لسقوط الضمائر ممن يعيشون فساداً في ضمائرهم وهذا ماينطبق على الكثير من الحكام السياسيين والمسؤولين، فمن كانت فطرته سليمة وضميره حياً فسيسير في طريق الخير والسيطرة، على زمام نفسه وضميره يؤدي دور الحارس أو الرقيب الذي يحثه على فعل الخير وينهاه عن كل قبيح ولكن في زمن تكالبت فيه الخطوب وتشابكت فيه الدسائس وتعاونت أيدي الشر لتمحو البسمة عن شفاه الصغار وتغتال الكلمة الصادقة لتحارب الإنسان في إنسانيته. في أرض الأنبياء تراق الدماء.. وتدنس المساجد.. وتنتهك الحرمات. ماذا نقول للضمير عندما يقتل الأبرياء وترمل النساء، ماذا نقول عندما يستباح الدم العربي ويكون القتل بالجملة فمن نخاطب في كل ذاك وقد اضمحلت الضمائر بل اختفت.. أنحزن موتانا أم نحزن ضمائر أم نبكي ضمائر انقرضت ولسان حالهم يجيب لانعرف أي شيء. كلما حدث خطب بأمتي وسالت دماء أبريائها يهب من يملك شيئاً من الغيرة «العربية» ويخاطب أصحاب الضمائر ولكن الحال لايتغير ويبدو أن لاوجود لهم بينا أم أن ضمائرهم لم تصحُ بعد.. فمتى تصحو تلك الضمائر على مايحدث في منطقتنا العربية، من تآمر وفتنة ومحاولات تقسيم وأن عملية السلام فُرغت من محتواها واستحقاقاتها حتى أن كلمة السلام فقدت معناها مع استمرار الاحتلال الصهيوني للأراضي العربية المحتلة وقضم الحقوق المشروعة في ظل عدوان صهيوني يومي على الإنسان العربي وأرضه وحقوقه وحتى على مقومات حياته كإنسان.. متى نعي ماحل بأمتنا والخطر يداهمنا؟ ولازلنا نسأل أين الضمير؟؟. الضمير، أن لاننسى أن الوطن العربي وطننا وأن القدس أرضنا وأن كل أرض عربية هي مهد وأرض أجدادك، الضمير إدراك المحبة والثبات على المبادئ العظيمة والتي دائماً هي مبادئ الإنسان الذي يسمو بالحق والعدل والإيمان ويستشرف للمستقبل آفاقاً للحياة الحرة الكريمة التي تعلمناها وعشقنا طيبتها ومحبتها وقيمها النبيلة، الضمير يقول إن كل عربي يصمت على مايحدث من مؤامرات ضد فلسطين والعراق وليبيا وسورية واليمن والسودان ولبنان ويشارك فيه ولو بالصمت العاجز يكون مهزوماً. كل يوم قتل واستهزاء وحقد أصفر يصيب العربي في مشارق الأرض والصامتون لاتحركهم ضمائرهم ولا أنات الثكالى ولادمعات أطفال غزة وليبيا ولاتهزم عربية مفجوعة في جنوب لبنان واليمن وهي تنادي أغيثوني، إن من ينظر لأوضاع العرب اليوم يجد أن أجزاء من أرضهم محاصرة وأخرى تحت القصف وثالثه للقتل. ألا للضمير من نهضة ووقفة للحفاظ على دمائنا ومقدساتنا وحرماتنا ووحدة بلادنا، ألا للضمير من الخجل أن يساهم بعض العرب مع الإدارة الأميركية في تحسين وتجميل صورة إسرائيل أمام الرأي العام العالمي في ظل مايتعرض له المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس من اعتداءات وعمليات تهويد.. الضمير أن يكون الشعب العربي في كل أقطاره دون استثناء يرفض التفريط بالحقوق.. وأنه يرضى بالسلام لكنه مع المقاومة حفاظا على السلام والحقوق. أما آن الأوان لهذه الأمة من الصعود إلى العزة وتعود لعصرها الذهبي يوم كانت تحكم مشارق الأرض ومغاربها، فعلى هذا الأساس فإن العرب قبل غيرهم مدعوون إلى الوقوف ضد هذه الهجمة الأميركية الحاقدة لتفويت الفرصة على أميركا وإسرائيل والغرب ولإنقاذ الأمة العربية من تقسيم المنطقة بأكملها من جديد وفق خريطة اتفاقية سايكس بيكو التي ترمي إلى مزيد من التجزئة فما أحوجنا اليوم إلى التضامن العربي الفعال والعمل المشترك لهذه المبادئ وإلى التماسك بمبادئ وميثاق الجامعة العربية ومعاهدة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي من أجل وحدة الأمة وضمان أمنها القومي، وهو استجابة مبصرة لدواعي المسؤولية تجاه الأمة وضمان لمصالحها وتطلعاتها. فيا أمة العرب ألا من صرخة مدوية ونهضة أخرى، فقد جاوز الظالمون المدى، أما حق الجهاد وحق الفدا؟.. أما آن لأمة العرب أن تستفيق من جديد، وتعيد لنا مجدنا التليد. أيها السادة العرب من محيطه إلى خليجه انتبهوا إلى أن القادم من المشروع الأميركي الصهيوني الغربي أسوأ وأخطر وأبشع، والرد عليه التمسك بالهوية القومية والمشروع القومي ونبذ الطائفية وأشخاصها وأن نعي ماحل بأمتنا والخطر الذي يداهمنا وأن تصحو تلك الضمائر على مايحدث في منطقتنا العربية، ما لهواننا من خاتمة، أما لهذا الجرح من أن يندمل، أما لهذا الظلم من نهاية؟. متى تنتفضين يا أمة العرب فالأرض اغتصبت والإنسان امتهن، متى يستفيق الحكام والولاة والأمراء والسلاطين والرؤساء ويدركوا أن عزتهم بيدهم لابيد غيرهم. صحفي عراقي |
|