تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حبر وورق

ثقافة
الخميس 4-8-2011
قدم الباحث خالد الشاكر في كتابه (صناعة القرار الدولي) الصادر عن الهيئة السورية للكتاب دراسة حول الجدلية بين واقعية العلاقات الدولية وقواعد القانون الدولي العام

وأثر هذه العلاقة في صناعة القرار الدولي مستعرضا الفترة التاريخية الممتدة منذ تأسيس الأمم المتحدة عام 1945 وإلى يومنا هذا.‏

وأشارت سانا في تقرير لها إلى أن الكتاب يركز على التعريف بماهية عمل مجلس الأمن الدولي ودوره في حفظ السلم والأمن الدوليين استنادا لنصوص الميثاق العالمي من خلال مقارنة قانونية ومنطقية لآلية عمل المجلس خلال مرحلة الحرب الباردة حيث الصراع الايديولوجي بين الدولتين العظميين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة والتداعيات التي تركتها المتغيرات الدولية على آلية عمل المجلس بعد انتهاء الحرب الباردة.‏

ويوضح الباحث في كتابه الذي يقع في 312 صفحة من القطع المتوسط الاختصاص التوفيقي لمجلس الأمن في حل المنازعات سلميا استنادا للفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة والتدابير التي يتخذها في هذا الخصوص سواء منها المؤقتة أو تدابير الأمن الجماعي استنادا لسلطته في أن يقرر ما إذا كان قد وقع تهديداً للسلم أو إخلال به أو كان ما وقع عملا من أعمال العدوان.‏

وتحدث الشاكر عن الكيفية التي تأثر بها مجلس الأمن في مرحلة الحرب الباردة والصراع الدولي بين القطبين العالميين وأثر هذا الصراع على آلية صنع القرار داخل المجلس بسبب تجاهل ماهية التوازن الدولي لصالح الصراع العالمي ما أدى إلى انهيار قيمة أساسية تأسس عليها ميثاق الأمم المتحدة ألا وهي نظام الأمن الجماعي كمرتكز لقيام مجلس الأمن بمهمته الرئيسية في حفظ السلم والأمن الدوليين.‏

ويبين الكاتب كيف تمخضت عن ذلك مسؤوليات جديدة للجمعيات العامة للأمم المتحدة غير منصوص عليها في الميثاق العالمي وذلك في مواجهة شلل مجلس الأمن بسبب ممارسات الفيتو المتبادل بين القطبين العالميين إبان الحرب الباردة.‏

كما استعرض الباحث التطور الذي حدث لمفهوم حفظ السلم والأمن الدوليين في هذه المرحلة من خلال آلية جديدة لم ينص عليها الميثاق العالمي سميت بعمليات حفظ السلام وذلك بالحديث عن طبيعة هذه العمليات وأساسها القانوني الذي أوجب ضرورات العمل بها.‏

وتطرق إلى الآثار التي تركتها نهاية الحرب الباردة على آلية عمل مجلس الأمن الدولي بسبب تغيير هيكلية النظام الدولي منذ وصول ميخائيل غورباتشوف إلى سدة الرئاسة في الاتحاد السوفييتي عام 1985 ثم تبني الولايات المتحدة مفهوم الحرب الاستباقية في معرض استراتيجيتها ضد ما سمته الغرهاب الأمر الذي انعكس بشكل واضح على آلية صنع القرار داخل المجلس.‏

وحاول الباحث من خلال دراسته الاستناد إلى ميثاق الأمم المتحدة كضابط قانوني لتوصيف ممارسات مجلس الأمن الدولي في كل مرحلة على حدة ومدى تأثره بواقعية العلاقات الدولية وذلك بمقارنة هذه الواقعية خلال مرحلتي الحرب الباردة وما بعدها من خلال عرض تسلسلي تاريخي معتمد في هذه الدراسة المنهجية التاريخية والتحليلية.‏

وعرض الشاكر لجملة كبيرة من القرارات الدولية الصادرة مستندا إلى مجموعة من المراجع العربية والاجنبية سواء منها الكتب العامة والمتخصصة أو الأبحاث والدراسات والمقالات أو الرسائل والاطروحات أو الوثائق والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي بهذا الخصوص وذلك لرفد القارئ أو الباحث بما يلزم للولوج أكثر في فهم ما تبتغيه هذه الدراسة.‏

وأضاف ان تعثر الجهود الدولية وفشل مجلس الأمن في حفظ السلم والأمن الدوليين ينبعان بادئ ذي بدء من الميثاق ذاته وذلك بسبب ما وقع به مؤسسوه عن قصد أو عن غير قصد في عدم تحديد وتعريف الحالات التي تعطي هذا المجلس السلطة لتوصيف وتصنيف ما هو تهديد أو إخلال أو عدوان ما نزع عنه القدرة الفعلية والقانونية في ممارسة اختصاصاته وسلطاته.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية