|
نافذة على حدث وارغمت البعض الاخر على المطالبة بالحلول السياسية بعد ان كان الاشد تطرفا بالدعوة الى استخدام القوة .. تكون ادوات الهزيمة وظروفها قد نضجت بما فيه الكفاية للحد الذي ينبئ بحتمية فشل استراتيجيةالحلف في ليبيا بعد خمسة اشهر من الهجمات المتواصلة على الشعب الليبي ،وهو امر يؤكد مجددا استحالة الوصول الى أي حلول بالطرق العسكرية التي أثبتت عدم نجاعتها في اكثر من موقف ومكان وأنه لاسبيل للحل الا عبر الوسائل السياسية والجلوس الى طاولة الحوار التي تجمع كل اطياف الشعب الليبي بعيدا عن تلك الايدي الخارجية التي لاتزال تعبث بحاضرنا ومستقبلنا من اجل تحقيق مصالحها واهدافها القريبة والبعيدة، وهو الجانب الذي غفل او تغافل عنه جزء من ابناء الشعب الليبي الذي انخدع بتلك الشعارات الغربية البراقة وتلك الخطب الرنانة حول حماية الحقوق والحريات في العالم. بعض دول الناتو المشاركة بالهجمات العسكرية ضد ليبيا وتحديدا الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا قللت من اهمية انسحاب النرويج من الائتلاف وجددت في الوقت ذاته مواصلتها الحرب التي راح ضحيتها حتى الان آلاف القتلى والجرحى، اضافة الى ذلك التدمير الهائل للبنية التحتية التي اعادت ليبيا الى الوراء عشرات العقود ..هذا التعنت في مواقف بعض دول الحلف التي أعلنت أيضاً المضي في خيار الحرب حتى النهاية يخالف المشهد على الارض الذي يرسم الحقيقة بكل وضوح بمختلف اوجهها وابعادها ويعيد طرح جملة من التساؤلات عن أي غايات واهداف هذه الحرب وعن ماهية تلك النهاية التي يسعى الغرب الى الوصول اليها وهل هي نهاية مشابهة لتلك الدموية التي رسمها الغرب في العراق وافغانستان منذ نحو عقد من الزمن. دول الحلف وبموازاة معركتها الخاسرة في ليبيا تخوض معارك من نوع اخر في داخلها مع ارتفاع تكاليف الحرب التي فاقت التوقعات وأجهدت الميزانيات وألقت بظلالها على الشارع الغربي الذي بدأ منذ الايام الاولى للحرب بالتساؤل عن الاسباب الحقيقية التي دفعت بحكوماته الى خوض مثل تلك الحروب خارج اراضيها وهي تساؤلات لطالما راوغت دول الاستعمار الجديد في الاجابة عليها . |
|