|
مجتمع وإن كانت هذه الحقيقة هي ذاتها تؤكد أننا اليوم أحوج ما نكون فيه إلى زمن المقاومة لماذا؟ لأن الإصلاح ليس هدف من يخطط لتدمير سورية ورفع مستوى معيشة المواطن، كما ليس هدفهم قانون الإعلام وقانون الأحزاب، وأن كل ما صدر ويصدر من إصلاحات ليس هدفهم حكماً قولاً واحداً، وبالتالي لن تشبعهم ولن ترضي غرورهم، لأن الأجندة في سورية ليست إصلاحات والحراك الخارجي ليس إصلاحات.
وفي هذا الإطار يؤكد الدكتور مجدي الفارس ، اختصاص علم نفس الإعلام في جامعة دمشق أن بعض الحراك الداخلي في بلدنا كان ينطوي على إصلاحات، لذلك نحن كشعب مطالبون بفرز أنفسنا ما بين شخص مرتبط بأجندة خارجية علينا أن نهاجمه ونقاتله بالطريقة التي يهاجم بها هذا الشعب وبنفس السلاح، أما الشخص السلمي الذي يطالب بحقوق معينة علينا أن نحتضنه ونحاوره مؤكدين مقولة إن سورية للجميع وهي أكبر من الجميع. مشيراً إلى أنه مهما أتى من مراسيم وإصلاحات فسوف يخرج أحد ما ويقول لم يعد البلد ينتظر ، ليس كافيا... لأن هذه الأجندة لا ترتبط بمصالح ، فهل أميركا وبريطانيا وفرنسا حريصة على مصالح الشعب السوري؟ نحن نتمنى من كل المعارضين في الخارج أن يخرج أحد منهم ويدين المجازر الجماعية في جسر الشغور التي ارتكبت بحق الأمن والجيش، أو أن يتوجه أحد منهم ويقول لأميركا على سبيل المثال.. اصمتي لا تتدخلي في الشأن السوري، لكن معاذ الله أن يتحقق ذلك وما تخبط المعارضة إلا نتيجة لتخبط الدول الاستعمارية نفسها وهذا ما لحظناه من خلال الاجتماعات والمؤتمرات واللقاءات التي حاولت عقدها المعارضة تحت لواء تلك الدول.. وغيرها.. قلعة حصينة وبين الدكتور الفارس أن سورية اليوم هي قلعة حصينة جداً، وذات موقع استراتيجي يتفوق على بقية الدول العربية لذلك نجد هذا التكالب الدولي والهيمنة الشرسة على بلدنا، ما يجعلنا في أمس الحاجة للمقاومة وليس تلبية الطلبات الشخصية وحتى العامة إلى حد ما . مضيفاً أنه كلما كانت الإصلاحات أكثر جدية على جميع المستويات يزداد التوتر على الأرض والضغوطات الخارجية فلماذا هذا التناسب الطردي وليس العكسي؟. علماً أن الإصلاحات في سورية سببت إحباطاً غير مسبوق للمعارضة وغيرها في سورية والتي هي جزء من الهجمة، لكن مناعة الشعب والتفافه حول قائده احبطت تماما ماينادون به، لذلك بدؤوا يحتالون إعلامياً. وحول ما يسمى بميثاق الشرف الإعلامي أكد الدكتور الفارس أن الشرف الإعلامي قد استبيح وخرج من منظومة القيم ذاتها التي يجب أن يتمتع بها الإعلاميون، وهذا الكلام موجه طبعاً لمن فقد مصداقيته في الإعلام، فهل يعقل أن تتحول شاشات الفتنة عندهم في آلية عملها من إعلام إلى خبر أي إشاعة خبر معين دون التحقق من مصداقيته، بينما يقول نص وميثاق الشرف الإعلامي أو منهجية العمل أو اليات العمل الإعلامي من ألفها إلى يائها التي تعلم للإعلاميين منذ نعومة أظفارهم أنه عندما تسمع خبراً أو يأتي إليك هذا الخبر يجب التأكد من صدقيته، ندعمه بالأخبار ، نناقشه، نحلله حتى يقدم للمشاهد ولذوق الصالح العام ، على عكس ما نجده اليوم من فبركات وما أكثرها، وانتحال شخصيات بعض الدبلوماسيين ولا سيما الدكتورة لمياء شكور سفيرتنا في باريس تندرج تحت السبق الإعلامي فقط والرنة الإعلامية لافتاً الدكتور الفارس أن الموضوع ليس فقط سبق ورنة إعلامية وإنما يلعب الإعلام هنا على خاصية مهمة جداً وهي صناعة الرأي العام وإذا كان السؤال كيف فالقول إن هناك خصائص للرأي العام أكثرها خطورة وأشدها حساسية للرأي العام تلك التي تأتي إعلامياً من سهولة سرده بأسلوب معين، من سهولة تصديقه للخبر، من سيطرة الجانب الانفعالي على جمهور الرأي العام، لذلك عندما نقول جمهوراً يعني انفعالاً وليس عقلاً، لافتا إلى أن الجمهور هو انفعال ووجدان وعاطفة ومن ثم عقل، إذا العقل فردياً عندما يكون هناك مجتمع يخاف العقل، لذلك هذه الحساسية تكون شديدة في الأحداث وبالتالي فإن أحد العوامل المؤثرة على هذه الخاصية في الرأي العام هي الضغط النفسي والتوتر النفسي وفق ما يلي وما هو مطلوب. ففي البداية يقوم المرء بإعطاء كلمات أو رموز أو بث أخبار لها وقع شديد على أذن المتلقي حتى يغير رأيه، وهذا يعود بالتأكيد للرأي العام، وأضاف الفارس أن الإعلام اليوم بحاجة إلى رأي وتبديل رأي سريع لذلك نرى فبركات إعلامية، انتحال شخصية ، ضغط إعلامي هنا وهناك، كذب إعلامي كبير، وقد يكون هناك خبر صحيح يبنى عليه حالة نفسية كبيرة ويغلف بغلاف كبير، حتى يتماشى مع الحدث الذي يريده، ولكي لا يقول أحد ما إننا نعزف على موجة واحدة هناك أخبار لا تكون حقيقية ولكن ليست بذات أهمية وتعطى بعداً استراتيجياً وطنياً سلبياً، وإنما يراد لها في قوننة معينة لإضفائها ودعمها بأخبار ورصدها وإعطائها في زمن معين حتى يستجيب الرأي العام لها على أنها حقيقية، لذلك يجترون الأخبار اجتراراً وخاصة قبل أيام الجمعة كأن يقال حسب ما شاهدنا وسمعنا مظاهرة سلمية؟؟؟ في أي مكان عشر دقائق، ربع ساعة تكفي هذه المادة لاجترارها مدة اسبوع لإثارة الرأي العام في سورية من ناحية تكرار.. متعمد تحليل سياسي، تضخيم، وهكذا إذ نجد أن واقع الخبر في الميدان قد يكون على سبيل المثال واحداً بالألف ورغم ذلك يكون التعميم كبيراً وهذا غير مسموح في الإعلام المحترم. صدقية الخبر وبين الدكتور مجدي الفارس أن المشكلة التي نعاني منها الآن أن علم النفس الإعلامي يبرر أن يكون الخبر فيه من الصدقية 5٪ من المرسل، المذيع أو الجهة المعنية التي تعيد قولبته ، أما عندما تحول الجهة الإعلامية الخبر الذي هو رأي إلى حقيقة، وتسوق له على أنه معتقد وحقيقة فهنا الخطورة؟ والمشكلة عندما تكون مشكلة ما على سبيل المثال في دارفور وسورية وليبيا تأتي المحطات الموالية تنتظر وتصور رأيها غير المشروع وغير الأخلاقي وإعلاميا لها الحق وتغطيتها مشروعة، ولكن الذي يخترق شرف الميثاق الإعلامي هو أن تحول رأيك إلى حقيقة وتطلقه في كل الاتجاهات. ونبه الفارس إلى أن ما يعرض من رأي على فضائيات الفتنة ليس فيه تحليل الصورة غير منوطة بها حيث تكمن خطورة المشاهدة لما تتعرض له سورية، كأن يظهر محلل سياسي سوري ويقول حقيقة ما يجري ولكن علينا أن ننتبه قليلاً إلى خلفية الشاشة حيث الصورة تكون مخالفة لما يجري.. نيران قتل، قمع وهمي وهذا ما لا يتوافق مع كلام الضيف راجيا من جميع المحللين السياسيين والإعلاميين الانتباه إلى هذه الظاهرة والإشارة إليها قبل أن يبدؤوا حديثهم مع قنوات الفتنة. |
|