|
البقعة الساخنة واذا كان من الطبيعي ان نشهد مثل هذه النقاشات حول قضية بهذا الحجم ، الا أن معظم الحوارات التي تدور اليوم يشوبها شيء من التوتر والمواقف المسبقة التي تنفي مسبقا كل ما يصدر عن الطرف الآخر. ان النقاش حول اي قضية هو حالة صحية، ومن خلاله يتم تنفيس الاحتقانات والتعرف على الهواجس والمخاوف المتبادلة وتبادل الافكار، وهو تاليا المقدمة الضرورية للخروج بتسويات معقولة غير مفروضة من طرف على آخر. غير أن هذا النقاش يتحول إلى حالة سلبية حالما يتخلى عن قواعد أساسية تقوم على احترام حق الاختلاف وعدم جعل هذا الاختلاف سببا في تسفيه الاخر او تخوينه مهما كان رأيه، طالما انه لا يتضمن تحقيرا او تحريضا، باعتبار أن البلاد هي لجميع مواطنيها، ولكل منهم الحق نفسه بإبداء رأيه وفق ثقافته ورؤيته أو حتى مصالحه التي يفترض انها جزء من مصالح مجموع المواطنين، وتاليا مصلحة الوطن. ليس مفيدا تقوقع أصحاب الرأي الواحد ضمن مجموعات وحصر النقاش فيما بينهم بما يغذي فقط روح التكتل وسوء الفهم تجاه الآخر، بل من الصحي انفتاح الجميع على بعضهم البعض وتبادل الهواجس والأفكار حتى لو لم يسفر ذلك عن توافق تام، فانه يساعد ولا شك في تقليص الفجوات وتهدئة الخواطر طالما أنه يجري في جو من الانفتاح والتسامح والتفهم، خاصة انه يدور بين أبناء البلد الواحد الذين طالما كانوا أصدقاء وأهلا متجاورين ومتحابين. |
|