تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لأننا نخشاه؟

رسم بالكلمات
الأثنين 8-8-2011
سوزان إبراهيم

حين يصير الموت طبقاً رئيساً على موائدنا, لابد أن نقدم له فروض الحزن.. ومن أحقُّ بذلك من الشعراء والكتّاب!

نختلف في تفسير فلسفة الموت, لكننا نجتمع على استهلاك منتجاته: دموع الحزن.‏

لطالما كان الموت تحدياً كبيراً للإنسان, فاخترع فلسفات عديدة لتفسيره, في محاولة لمواجهته أو تحديه, أو ترويضه, وما زال جلجامش يبحث عن نبتة الخلود.‏

يعرّف الكاتب المسرحي البريطاني توم ستوبارد الموت, ليس عبر ما هو, بل عبر ما ليس هو فيقول: “ الموت ليس رومنطيقياً, الموت ليس لعبة ستنتهي عما قريب, الموت ليس أي شيء, هو ليس.. إنه غياب الحضور لا أكثر.. الزمن اللامتناهي من اللاعودة.. فجوة لا تستطيع أن تراها.. وحين تهب الريح عبرها فإنها لا تصدر صوتاً”‏

إن كان الموت غياب الحضور, فهل سنشعر بخوف أقل, إن علمنا عنواناً للميت؟ هل يفسر ذلك اختراعاتنا البشرية لما بعد الموت؟ لو قدّر للعلم يوماً أن يخترع طريقة للتواصل مع عالم الأموات, فهل سيكون وقعه ومفاعيله علينا أقل وطأة, فيفقد الكثير من طلاسمه, ويُنهي حِقباً من التخيلات والتهويمات الإنسانية التي حاولت تفسيره بما يهدئ أوجاعها وحنينها؟!‏

كيف نواجه الموت؟!‏

الجواب الصحيح يكون: نواجهه بمزيد من الحياة.. ثم بكثير من الحياة.. ثم ببحر من الحياة.. وليس بمزيد.. أو كثير.. أو بحر من الموت.‏

suzani@aloola.sy

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية