تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وطن البراءة

رسم بالكلمات
الأثنين 8-8-2011
أحمد عبد الرحمن جنيدو

(1)وجه ُالبراءة ِ وجهُها،‏

ونقاوة ُالألوان ِ تعطيكَ اليقينْ.‏‏

سحرُ الشروق ِجبينُها،‏‏

والنورُ في عسل ِالعيون ِتأصّلٌ لبٌّ سكينْ.‏‏

وهي المحاذيرُ التي تركتْ مشاهدَها‏‏

على الجسد ِالقرينْ.‏‏

وهي البساطة كالحمامة ِ إنْ تبيضَ على العرينْ.‏‏

عمرُ الطفولة ِعيشُها، فحوُ النداوة ِفي حياء ِالوجه ،‏‏

يطفو فوق بارقة ِالجبينْ.‏‏

في الهمس ِ تختصرُ الغناءَ، وفي الطلوع ِ تذيبُ ذاكرة َالسنينْ.‏‏

في الحسِّ تكتملُ الحكاية، حسُّها بالآخرِ المسلوب ِ يغني البائسينْ.‏‏

في صوتِها نايُ النوى يزكي فصولَ الحبِّ،‏‏

أغنية ً تداعبُ يائسينْ.‏‏

وهي التكاملُ في الحضورِ، وفي الغياب ِ وفي التأكّد ِ والظنونْ.‏‏

رعشُ المحبّة ِ من يديها، والغطاءُ لبردِك َ الشعريِّ‏‏

يرويه ُ نضوجٌ من ينابيع َ الحنينْ.‏‏

هي لحظة ُ الأحلام ِ والإيحاءِ، مبدعة ُالجنونْ.‏‏

(2)‏‏

وفسيحة ٌ كالنورِ أوسع ُمن ضحى،‏‏

وعميقة ٌ كاللؤلؤ المدفون ِفي الأعماق،‏‏

أبعدُ من مداركِنا، وأجمل ُمن خيالْ.‏‏

وقريبة ٌ للروح، أقربُ بالبعيد ِ من الوصالْ.‏‏

هي نغمة ُالأوتار ِفي قيثارة ٍ شردتْ،‏‏

تعانق ُعندليبَ الغصن،‏‏

يعزف ُفي الفضاء ِشجونَه ُ دونَ اعتقالْ.‏‏

هي رقصة ُ الحجل ِالبديعة، والسنونو،‏‏

والحكاياتُ المعفّرة ُالسوالف ِ والخصالْ.‏‏

هي أمُّنا الأولى، ونطقُ البوح ِ والماءُ الزلالْ.‏‏

هي ضحكة ُالأطفال، في عيد ِالربيع ِ هي الجمالْ.‏‏

أحبيبتي؟!‏‏

يا صوتَنا المبتورَ من كتب ِ السؤالْ.‏‏

وجعُ المواويلَ المقيم ُعلى صدور ِالعاشقينَ،‏‏

وليلة ُالتكوين،‏‏

نشوتُه ُ النبيذ ُ كمنْ معتّقة َالثمالة،‏‏

سكرة ُالغرقان ِ في بحر ِالزوالْ.‏‏

أصغيرتي؟!‏‏

مازلتُ أركضَ في حوافي الحلم، أتعبني الوصولُ،‏‏

وأرّقَ الإحساسَ تسليمُ المحالْ.‏‏

حاولتُ صلبَ السرِّ في عقل ِالخمول،‏‏

فسالَ من أرق ِالسطور ِ دمٌ،‏‏

وذابَ الصوتُ في صخب ِالجدالْ.‏‏

(3)‏‏

من أنت ِ يا وجه َالبراءة ؟!‏‏

يا ترابَ الجسم ، والعمقَ المثيرْ.‏‏

يا رعشة َالمذهول ِ بالأمل ِالكبيرْ.‏‏

أمّي تمشّط ُشعرَها في مدفن ِالفقراء،‏‏

والرئة ُانشقاقٌ للدخان ِ وللرماد ِ وللسعيرْ.‏‏

يا حلمُنا المغلوبُ فوقَ المستحيل،‏‏

وتحتَ أنقاضِ الكسيرْ.‏‏

آمنت ُفيكَ، تصالحَ الشيطانُ من نفسي،‏‏

تزوّج َشهريارُ خصوبتي، والزرع ُ أنجب َخافقي،‏‏

أصبحتُ في زخِّ الهوامش ِ كالأسيرْ.‏‏

في ظلّه ِ الوثنيِّ نامتْ رغبتي، بالعيش ِأكوام ُ الأخيرْ.‏‏

يا أمُّنا الأولى،‏‏

وآخرُنا المصابُ بنزلة ِالتكتيم،‏‏

كلُّ شواهد ِ التاريخ ِ واقفة،‏‏

وصوتُ الأرض.. و التاريخ ُصارَ المستجيرْ.‏‏

وجه ُالمآسي وجهُها، والحلمُ يجهل ُما المصيرْ.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية