تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


يقدم برامج تربوية هادفة... استديو طلائع البعث.. مسابقات.. نشاطات وتجارب للرواد

مجتمع
الأثنين 8-8-2011
لقاء: خلود حكمت شحادة

من منا لا يتذكر مرحلة التعليم الابتدائي وخاصة تلك المتعلقة بالفولار الطليعي ومعسكر الطلائع الذي يعتبر الخطوة الأولى التي تشكل نقلة نوعية عند طلاب تلك المرحلة في البعد

عن أهلهم والعيش مع مجموعة أصدقاء ضمن معسكرات قد تكون أيامها قليلة ولكنها غنية بالنشاطات والفعاليات، وكما للمعلم عيد وللعمال عيد وللرياضيين وغيرهم كان يوم الخامس عشر من شهر آب من كل عام عيداً يحتفل فيه الطليعيون والمشرفون، وكما أن لكل اختصاص برنامجاً خاصاً به كان لتلك النشاطات برنامج خاص بها يعرض على شاشة الأرضية السورية منذ أكثر من عشرين عاماً، أردنا توجيه شكر لمن يقوم على مثل هذا البرنامج التربوي الهادف من خلال إلقاء نظرة على طريقة إنتاج وأداء هذا البرنامج ليخرج بذلك المستوى التربوي المتميز والغني ولذلك كان لنا لقاء مع الأستاذ خضر موسى الذي كان ومازال منذ عشرين عاماً المسؤول عن تصوير ومونتاج وإخراج هذا البرنامج وهذا ليس احتكاراً منه لهذا البرنامج ولكن لعدم وجود الكادر الكامل ما وجب عليه العمل هو وزميل له أكثر من اختصاص للخروج ببرنامج مميز يغطي نشاطات الأطفال في تلك المرحلة ومن غرفة المونتاج الصغيرة التي حوت أجهزة المونتاج والإخراج تجاورها غرفة الاستديو التي زيّنب أحد جدرانها الأزهار والرسومات الملونة، بينما بقي الجدار الآخر يتحلى بلون أزرق جميل ليشكلا معاً كادر التصوير والعمل الفني الذي يقدمه أطفال حضروا لتجسيد تجربة ما وتقديم أعمال وزيادة خبرات حدثنا الأستاذ خضر عن هذا البرنامج وتلك التجربة قائلاً:‏

‏‏

‏‏

‏‏

أقوم بهذا العمل منذ أكثر من عشرين عاماً في هاتين الغرفتين والعمل قائم الآن على توسيع العمل وقد كانت أهم ثوابت هذا العمل منذ انطلاقته التركيز على النطق باللغة العربية الفصحى والابتعاد عن اللهجات في زمن كانت فيه اللهجة العامية سائدة، برنامجنا يلامس أفكار أطفال تلك المرحلة ويقترب من واقعهم من خلال متابعة نشاطاتهم ويرتقي بهم ويشجعهم على التفوق والإبداع، لقد حاولنا اللحاق بركب التلفزيون تقنياً ولكن الإمكانيات المتواضعة لدينا وضعتنا خارج المنافسة حيث إن الاستديو بمعداته المتواضعة وكادره الذي لا يتجاوز العنصرين فقط لا يمكن أن يجاري الأجهزة والاستديوهات الأخرى، فقد كنا سابقاً نستعين بالتلفزيون للتصوير في المحافظات وتغطية نشاطاتها ولكن حالياً نعتمد على استديوهات خاصة يتم التصوير فيها ومن ثم تُرسل المواد من المحافظات فتجهز وتعرض ضمن حلقات هذا البرنامج، وأيضاً أصبحنا نصور مشاهد خارجية في المدارس والمحافظات وفي المعسكرات الصيفية التي أصبحت أشبه بمنتجعات خضراء يقضي فيها أطفالنا أياماً جميلة من كل صيف مع مشرفين ومختصين وآخرين دارسين.‏‏

غنية ومستمرة‏‏

ولكن على الرغم من افتقار الكادر لاحظنا من خلال ما عرضه لنا الأستاذ خضر من برامج وأعمال قد تكون قليلة الكم ولكنها ذات طابع ونوعية جيدة أثبتت أنه يمكن لكادر صغير متواضع إنتاج ما يضاهي غيره من البرامج فكان هناك أفلام تربوية ومسرحيات غنائية وأفلام وثائقية تتحدث عن البيئة والوطن وما لفت الانتباه فيلم بعنوان /الجولان في عيونهم/ وآخر بعنوان /محمد الدرة/ والهدف منهما التركيز على الثوابت الوطنية روح المواطنة والانتماء في تعزيز وجدان أطفالنا.‏‏

ويقول الأستاذ خضر: أتابع هذا البرنامج وأتابع دائماً مسابقات الرواد التي لا تغيب عن أذهاننا ولا ننساها كونها تجربة جميلة في هذه المرحلة العمرية، فنحن في حلقات برنامجنا هذا نزور الرواد والطلاب المتميزين في مدارسهم وفي بيوتهم لإلقاء الضوء على محيطهم ودور الأسرة والمدرسة في تنمية تلك الموهبة للحصول على التفوق وما يفرحنا كان سعادة وفرح أولئك الأطفال حينما نطل عليهم بكاميرتنا المتواضعة لتسجيل ريبورتاج مهما كان قصيراً، كما أننا نرافق أطفالنا إلى نشاطاتهم كافة وإلى المطار في حال سفرهم إلى معسكرات خارج القطر ونأمل أن نتمكن من السفر معهم لتغطية نشاطاتهم في الخارج، وتحدث لنا الأستاذ خضر عن آخر تسجيل قام به وكان كليب لطليعي شاب يدرس في الجامعة وقد كان أحد رواد الغناء في المرحلة الابتدائية جاء إليهم بكلمات أغنية وطنية وطلب تقديم الدعم والرعاية لتصويرها كونه لايملك إمكانيات التصوير وبالفعل تم التصوير في الاستديو المتواضع الذي ذكرناه وتمت عمليات المونتاج والغرافيك في الغرفة الأخرى لنحصل على أغنية وطنية جميلة وهذا دليل على استمرار رعاية الطليعي الصغير مهما بلغ من العمر وما يدفعنا لذلك تفوقه وحرصنا على تقديم الأفضل.‏‏

وفي سؤال للأستاذ خضر: لماذا يقتصر عرض هذا البرنامج رغم أهميته التربوية على القناة الأولى فقط؟‏‏

كان جوابه كالتالي: سعينا لبثه على الفضائية ولكن لم نحقق غايتنا وحالياً هناك خطة جدية للتعاون مع الفضائية التربوية في المجال البرامجي أي برامج جديدة بطابع تربوي تغني ثقافة الأطفال وتدعم تفكيرهم.‏‏

الإعلامي الصغير‏‏

تجربة جميلة تُطرح ضمن النشاطات الخاصة ومسابقة جيدة وغنية تم إدخالها إلى مسابقات الرواد منذ سنوات قليلة تحدث عنها الأستاذ بسام عمر أمين سر مكتب الثقافة والإعلام قائلاً: بلغ عدد الاختصاصات في الرواد نحو خمسة وثلاثين اختصاصاً كان آخرها الإعلامي الصغير وفي الحقيقة هناك مواهب صغيرة كثيرة ومهمة ونحن نعمل على إغنائها بشكل دائم خلال العام الدراسي وحتى في المعسكرات الصيفية فنلجأ إلى الإقناع مع الطفل انطلاقاً من ذكائه حيث لا يمكن التحايل عليه، وعلينا أن ندفعه للتفاعل مع محيطه ليكتسب منه ما يدعم موهبته لا ما يخفيها أو يحبطها لذلك كان اعتمادنا بشكل كبير على تأهيل المعلمين في المعسكرات الصيفية التي يتشاركون فيها مع الأطفال والتي أصبحت أشبه بمنتجع صيفي فيه الكثير من النشاطات، فنحن نتعامل مع الدارس (المعلم) كطفل وليس كمشرف وذلك ليعود للتواصل مع الأطفال ويكسب ثقتهم، كما نطبق برامج على المشرفين تشبه ما يطبق مع الأطفال وذلك ليتمكن المشرف من جمع الأطفال حوله فالمعلم هو المحور الأساسي وهو المدرسة فعمله في قاعة الدرس عبارة عن عمل مسرحي بحت عليه أن يضحك الأطفال ويدهشهم ويجذبهم إليه ليتفاعلوا معه، إلا أن السبعة أيام الخاصة بتلك المعسكرات غير كافية ولكن عزاؤنا بذلك أن الهدف هو الوصول إلى الخبرة وليس الاحتراف، فمن غير الضروري أن يكون المعلم رساماً أو مغنياً بل يكفي أن يكون قادراً على إدارة درس الرسم أو الموسيقا وغيرها من الحصص الصفية.‏‏

إشكالية تقنية‏‏

كما تحدث الأستاذ بسام عن الفارق التقني بين الأجيال فهو إشكالية لا يمكن تجاهلها، فنحن نرى بعض المعلمين بالكاد يتواصلون مع الانترنت والحاسوب وفي ذات الوقت نجد أطفالاً لديهم صفحات على الانترنت ولذلك نحاول من خلال دورات المعلوماتية تقليص هذا الفارق والتخلص من هذه الإشكالية، ولكن تفاوت مستوى الدارسين أيضاً يكون عائقاً أمامنا ولكن يبقى على المعلم الناجح أن يعمل على نفسه ويطورها.‏‏

وعاد في نهاية حديثه ليلقي الضوء على جهود زملائه القائمين على تصوير وإخراج برنامج الطلائع والإشارة إلى الإمكانيات الضعيفة التي يعملون ضمنها، وخاصة التقنية منها وافتقار الكادر وقال: إن تنفيذ أي عمل فني هو أمر مكلف ولكن الأستاذ خضر جعل البرنامج أكثر جاذبية ونجح في ذلك وبقي البرنامج خارج المنافسة يغطي بإمكانياته المتواضعة أخبار وأنشطة طلاب المرحلة الابتدائية على مستوى القطر، ونسعى دائماً نحو تقديم الأفضل لما فيه تربية ناجحة لأطفالنا ولمساعدة أسرهم في إلقاء الضوء على تجارب أطفالهم وخبراتهم ومواهبهم.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية