تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إدارة النزاعات تتطلب الكفاءات والمهارة في الحل

شباب
8 /8 /2011
علاء الدين محمد

إدارة النزاعات تعني امتلاك الكفاءة والمهارة لحل الخلاف الموجود بين فريقين بأقل كلفة، والسعي الجاد لتقريب وجهات النظر بينهما مع العمل على تبديد وصهر كل النقاط التي تولد التنافر والتباعد بحكمة وروية

حتى يصل الطرفان إلى نقاط مشتركة لا يمكن لأي منهما الاستغناء والابتعاد عن الآخر، النزاع عادة يحدث بين فريقين أو أكثر، أحدهما يملك سلطة قد تكون أكبر من سلطة الفريق الآخر، وأيضاً قد يحدث نتيجة استخدام أحد الفريقين القوة معياراً له في كل سلوكياته وتصرفاته وهذا ما يؤدي إلى النزاع لأن النزاع لا يكون على الهواء وإنما يكون على شيء محدد، مثال على ذلك مؤسسة فيها عدد من العمال عدد من هؤلاء‏

العمال ترشح لدورة في التأهيل بمجال من المجالات والعدد الآخر لم يترشح على الإطلاق لأسباب تتعلق بمزاج المدير، في هذه الحالة نشأ نزاع بين العمال الذين ترشحوا وبين العمال الذين لم يترشحوا للدورة هذا من جهة ومن جهة أخرى نشأ نزاع بين العمال والإدارة هذا النزاع يحتاج إلى طرف ثالث يملك الحكمة والمهارة في الحل.‏‏

حول هذا الموضوع أقيمت ورشة عمل تشاركية في مقر عيادات العمل مشروع شباب تحت عنوان (إدارة النزاعات) شارك فيها مجموعة من الشباب والشابات بإدارة المدرب لريادة الأعمال يوسف سليمة الجلسة الحوارية عبارة عن جزأين الأول النزاع وفوائده وتكاليفه ونتائجه المحتملة وما هي خطواته وأساليبه في حل النزاع والأسلوب تشاركي يتم طرح السؤال وتداوله بين أعضاء المجموعات وقائد الحوار بهدوء بحيث يستطيع كل شاب مشارك في الورشة الإدلاء برأيه حول الجواب الذي يعتقد أنه المناسب للسؤال المطروح ومن ثم يتم التعليق عليه من قبل المجموعة الأخرى وفي النهاية الكلمة التي تقيم الأجوبة كلها هي ملك قائد الحوار الذي يعطي الجواب الصحيح والدقيق للسؤال.‏‏

----------------------------------‏‏

جزء عملي‏‏

أما الجزء الثاني في الورشة هو جزء عملي تم فيه تقسيم الشباب والشابات إلى ثلاث مجموعات، مجموعتان تتنازع فيما بينهم على أمر ما، والمجموعة الثالثة هي التي تدير الأزمة أو النزاع الدائر بينهما بدقة ودراية بالخلاف وأسبابه، ويجب أن تكون المجموعة التي تدير النزاع متفهمة لهواجس كل من الفريقين كي يسهل عليها إدارة الخلاف وحله بالطريقة الأنجع، ويجب أن تسعى جاهدة وبدراسة ممنهجة كي لا يكون الحل لمصلحة طرف دون آخر أو على حساب الطرف الآخر هذا إن حدث يكون الحل سلبياً ومهلكاً للفريقين ويؤثر على إنتاجهما الصورة الأنجح يجب أن يستفيد الفريقان ويكون الحل لمصلحتهما معاً ويجب ألا تكون خسارة لأي منهما.‏‏

هذه النقاط والأفكار جسدها الشباب في الورشة على أرض الواقع بعد تقسيمهم إلى مجموعات لكن الملاحظ أن هناك ثقافة وخبرة لدى الفريقين المتخاصمين في أسلوبية النزاع وكيفية تعميق هذا النزاع بأبسط الأسباب وبالمقابل تلاشي وجه الخلاف بأيسر السبل على مبدأ هونها بتهون وصعبها بتصعب، ولكي لا نبخس دور الفريق الثالث المدير للنزاع قام بدور تنقية الأجواء وتقريب الفرقاء من بعضهم وهذا ما تجلى في أدائهم في إدارة النزاع، بشكل عام الأداء كان أكثر من مقبول وخاصة في قدرة الفرق تفهم بعضهم البعض والقدرة على تحديد المشكلة وتقريب إيجابيات كل فريق للآخر مع القدرة على فهم الهواجس هذا كله لا يأتي من فراغ وإنما يأتي من مهارات يمتلكها هؤلاء الشباب.‏‏

------------------------------------‏‏

الفوائد‏‏

للنزاع فوائد عديدة فقد يشجع على التطور من خلال التعليم وخاصة في القدرة على تخطي المعلومات التي يخوضها فريق مع فريق الآخر، وأيضاً ينمي المعارف ويشجع على الابداع والاختراع واستخدام الأدوات التي يمتلكها الفرد بحرية وبكفاءة عالية، بين الفرق المتنازعة، مع صقل وتطوير المهارات الفردية ضمن الفريق الواحد، والنزاع بطبيعة الحال يولد حالة من التحفيز والتشجيع على اكتساب المعارف من أجل القدرة على إبراز الذات وتحسين الأداء في العمل، إضافة إلى ذلك النزاع يشجع إلى فهم ثقافة الآخر حتى يصبح من السهل الحديث معه وفهم مطالبه ومراميه ومقاصده. إذاً فهم الثقافات والقيم المختلفة بين الأفرقاء حاجة ضرورية لكلا الفريقين المعنيين في النزاع، وأيضاً النزاع يتطلب دراسة كاملة وشاملة لشرائح المجتمع، وفهم نقاط التشابه والاختلاف بينها وما هي المصالح المشتركة التي تجمعها ولا تفرقها، وما هي نقاط ضعفها كي يسهل على الفريق الآخر التفوق عليها، في النهاية النزاع يقرب الثقافات من بعضها البعض ويشجع على التغيير والتقدم في المجتمع إذا كان هناك إدارة لديها المهارة في الحل فبالتأكيد سيصل المجتمع إلى حالة من الرقي والتقدم.‏‏

---------------------------------‏‏

التكاليف‏‏

للنزاع تكاليف وأهمها الضغط النفسي الذي يتولد عن كلا الطرفين بالتالي المردودية والإنتاجية تقل وتضمحل لأن كافة الجهود مسخرة في مكان ما وكافة الموارد محجوزة للنزاع وليس لخطط واستراتيجية العمل وأيضاً هناك تكاليف كثيرة يدفعها الفرد من حيث لا يدري، التفاهم بين الأفراد يقل ويضعف والسبب يعود إلى النظرة المسبقة أي أنا أخذت فكرة سيئة عن فلان قبل أن أتعامل معه أو حتى أسمع منه كلمة واحدة، إضافة إلى ذلك الوقت الذي يهدر ولا يحسب له أي حساب على حل النزاع بين المتنازعين متناسين أمور العمل التي هي أكثر أهمية في حياتنا ومن موارد العمل نؤمن المصروف والنفقات على حل نزاعاتنا، مثال على ذلك إذا قام شخص بمبادرة حل نزاع ما بين شخصين في العمل ولم يتمكن من ذلك فيكون قد أهدر الوقت على حساب العمل، وفي كثير من الأحيان تكون تكاليف النزاع بارتجال قرارات غير صائبة لدعم بعض الفرق وصاحب القرار يكون متحيزاً لطرف من النزاع دون الآخر، وهذا التحيز يدفعه إلى اتخاذ قرار غير سليم.‏‏

وأيضاً هناك تكاليف مادية لتغطية تحضيرات المفاوضات، وهذه التكاليف لا يستهان بها وخاصة إذا كان الأمر يستدعي محكمة أو توسطاً داخلياً أو حتى خارجياً نفقات كلها مربكة وعلى حساب العمل.‏‏

للنزاعات أنواع عديدة أولها نزاعات شخصية ضمن الفريق الواحد مثل نزاع بين شخصين، وثانياً النزاع بين قسم الجودة وقسم الإنتاج في مؤسسة ما، وأيضاً هناك نزاعات بين منظمات مثل نزاع في وزارة البيئة والمعامل الصناعية ويوجد نزاعات وطنية تكون على مستوى الوطن مثل النزاع بين أحزاب سياسية، أما النزاعات الدولية مثل الحرب الباردة أو الحرب العالمية الأولى والثانية.‏‏

-----------------------------------‏‏

أساليب الحل‏‏

هناك أربعة أساليب لحل النزاع الأول هو التفاوض المباشر بين الفريقين المتنازعين، بحيث يجلسان جنباً إلى جنب ويتناقشان حول المشكلة للوصول إلى حلول دون مساعدات خارجية، وثانياً التوسط الداخلي أي أن يتطوع فريق ثالث من داخل المؤسسة ليساعد الفريقين المتنازعين للوصول إلى اتفاقية تضمن مصلحة الفريقين، وثالثاً التوسط الخارجي أي يكون هناك طرف ثالث مستقل يؤمن الحل المناسب بينهما والأسلوب الأخير هو المحكمة التي يقوم القضاء على الفصل التام فيها.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية