تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لغة الكلام

شباب
8 /8 /2011
راما يوسف ـ اللاذقية

هي لمحة يحلو الحديث بها، هي الحياة والجمال والسلام، فيها الأزهار عابقة، كعطر توزعه على دنيا الشام، فيها أحاديث الآباء وأصواتهم لمع الحسام وهي سفيرة القلوب لأنها أحلى الكلام.

أتعرفون من هي ؟ وهل أسأتم لها ولكرامتها؟ هي لغة الضاد ومن لا يعرف ما هي لغة الضاد!‏‏

تاريخ أمتنا وعامل وحدته، وقفت صامدة فترة زمنية طويلة، ومن الجدير القول بأنها كانت أقوى من وحدتنا السياسية.‏‏

يكفيها فخر وعزة بأنها لغة القرآن الكريم قال تعالى: (بلسان عربي مبين) فكيف الجهل والخطأ بها والإساءة لها.‏‏

جاء أبناء أمتنا العربية وانقسموا إلى ثلاثة تيارات: فكان منهم من صفعه الغرب على عينيه فبقي متأثراً بالثقافة العربية، ومنهم من احتفظ للغته بنسبها وبذل ما استطاع دفاعاً عنها، أما القسم الآخر فيمثل عصرنا عصر اختلت فيه القيم وسادت فيه الفوضى، فانتشر اللحن بلغتنا، وأصبح شعارنا عدم الحياء من الخطأ! ويحكى أنه كان هناك رجل لحن في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (ارشدوا أخاكم فقد ضل). هذا رجل فكيف أمة بكاملها تبعث السوء بلغتها، فكم سيعاتبنا الرسول (ص).‏‏

حتى الخطباء الذين يظنون بأنهم يجيدون الرسم بالكلمات يهزون المنابر بفضائح ألسنتهم، وهنا أستطيع أن أجيب وأقول: بأننا كنا ومازلنا نسيء للغتنا ونمس بكرامتها ، كذلك التزام المعلم بالتكلم باللغة العربية الفصحى عند إعطاء الدرس وهذا غالباً لا يحدث، ، ولكن من المؤسف بأنني إلى هذه المرحلة لم أر أي قصيدة في منهاجنا التعليمي تتغنى باللغة العربية ولولا الإطلاع والثقافة الذاتية لما سمعنا أبياتاً من الشعر تصف تلك اللغة التي يعجز اللسان عن وصفها فيدون اليراع أعذب الألحان فأكتب:‏‏

لغة إذا وقعت على أسماعنا‏‏

كانت لنا برداً على الأكباد‏‏

ستظل رابطة تؤلف بيننا‏‏

فهي الرجاء لناطق بالضاد‏‏

وهي بعد إن رعوها رعتهم وإن أضاعوها أضاعتهم.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية