|
شؤون سياسية وعزا المسؤول الاممي ذلك الى ان السلطة لم تقدم للشعب الفلسطيني ماكان يطمح اليه – من دولة مستقلة ومن حقوق الشعب في العودة وتقرير المصير كما ان السلطة اعتمدت سياسة تنمية الضفة الغربية فقط – وبحسب روبرت سيري فإن التقدم الاقتصادي او التنمية لاتكفي لاقناع الشعب الفلسطيني بصلاحية السلطة . وتساءل ان كان ثمة امل في احياء السلطة لدى الشعب الفلسطيني الذي نفض يديه منها . في الوقت عينه شن وزير خارجية العدو ليبرمان حملة على الرئيس الفلسطيني طالبا من الرباعية الدولية اجراء انتخابات رئاسية جديدة ينتج عنها انتخاب بديل عن السيد محمود عباس . الا ان قادة الكيان الصهيوني الاخرين رفضوا تصريحات ليبرمان اضافة الى ان الادارة الامريكية قالت انها تتعاون جديا مع السيد عباس . دعنا لانأخذ الامور بظاهرها فالحملة المذكورة ربما كان هدفها تبييض صفحة الرئيس والسلطة في رام الله لدى الشعب الفلسطيني . فالسلطة فقدت الكثير من شعبيتها كما هو حال حركة فتح التي تقودها في رام الله نتيجة اسباب عدة في مقدمها استمرار التعاون الأمني مع الكيان المحتل واستمرار حملاتها وحملات اجهزتها القمعية ضد المقاتلين والمناضلين الفلسطينيين وحملتها على الاقلام والافواه الحرة الصحفية في عموم الضفة الغربية ، الى ذلك فإن قسما كبيرا من الفلسطينيين يحملون السلطة هشاشة الاوضاع الداخلية الفلسطينية والانقسام واستمراره بدليل ان السلطة ليست جادة في المصالحة او الوحدة الوطنية لأنها ستجري انتخابات محلية تقتصر على الضفة الغربية . المتابعون الفلسطينيون يؤكدون ان السلطة ماضية في مشروعها المحكوم عليه بالفشل وهو طريق المفاوضات ولا شيء الا المفاوضات – أي ان السلطة تركت المقاومة المسلحة – واستبدلتها بشعار المقاومة الشعبية – غير المسلحة – التي تعني المظاهرات والاضرابات . ومع ذلك فان رئيس السلطة هدد كل فلسطيني يقوم بالتظاهر والاعتصام قبالة او حول المؤسسات الاحتلالية في عموم الضفة . وكثير من الفلسطينيين يحملون السلطة مسؤولية ما يجري من تهويد لمدينة القدس واستمرار الاستيطان في الضفة بسبب صمتها وتقاعسها واسهامها في شلل العمل العربي بسبب استمرار الانقسام. بجردة بسيطة فإن اتفاقية اوسلو التي تتمسك بها السلطة كانت قد توفيت بإرادة العدو الصهيوني منذ اكثر من عشر سنوات – ومع ذلك تتمسك السلطة بها وتقوم بواجباتها المنصوص عليها في الاتفاقية بينما العدو يتجاهلها جملة وتفصيلا . شعبية السلطة تتأتى من مدى قدرتها على تحقيق طموحات واماني الشعب الفلسطيني وخاصة في المحافظة على الثوابت الوطنية .. لكن السلطة رغم مرور كل هذه السنوات لم تستطع ان تحقق شيئا مما وعدت الشعب به بعد ابرامها اتفاقية اوسلو في العام 1993 . . أي بعد نحو تسعة عشر عاما من اوسلو وجد الفلسطيني ان حقوقه تصادر من العدو المحتل ومن السلطة معا .كما ان الكيان الاغتصابي سيطر على اكثر من ستين بالمائة من اراضي الضفة الغربية وحتى نسبة 17% الممنوحة في الاتفاقية للسلطة لم تعد لها – ان السلطة ذاتها تجلس في احضان المحتل فكل شيء بيد المحتلين حتى تأشيرة خروج ودخول الرئيس من والى رام الله . عمليا لم يبق لدى السلطة ما تحاجج به على صلاحيتها : لقد فقدت الصلاحية منذ زمن ولعل الوقت لم يفت بعد لكي تعترف السلطة بالفشل وربما يكون الاجراء الطبيعي هو حلها والعودة الى جذر القضية واساسها : قضية شعب احتلت ارضه ومن حقه وواجبه ان يقاتل المحتلين لكي يستعيد حقوقه الكاملة في العودة وتقرير المصير والتحرير والعاصمة (القدس الشريف ) . |
|