|
منطقة حرة لكن من جهة أخرى يجب عدم الاستسلام لقوى العرض والطلب رغم أهميتهما والخضوع لمبدأ (اليد الخفية) أي أن الأسواق تنظم نفسها بنفسها، لأنه يمكن التأثير عليها بطرق متعددة ومنها السياسة الاقتصادية والتجارية المعتمدة - إيجاد سلع بديلة وغيرهما، وهنا نتفق مع قول (أنوني موس Anonymous) بتأكيده بأنه (لن تصبح أحد علماء الاقتصاد المتمكنين بمجرد مداومة ترديدك لكلمتي العرض والطلب)، بل يحتاج الأمر لأكثر من ترديدهما بل الإحاطة بكل من معالم الاقتصاد الجزئي والكلي ونوع المنافسة والاحتكار ومعدل الضريبة وتكاليف النقل وأسعار الطاقة ومرونة العرض والطلب...الخ، ونقصد بالمرونة السعرية للطلب بأنها (تعبر عن مقدار التغير في الطلب على سلعة ما عندما يتغير سعرها، أي نسبة التغير في الكمية المطلوبة مقسومة على النسبة المئوية للتغيّر في السعر)، وهنا نصادف /3/ حالات وهي: إذا كان معدل التغير السعري لسلعة ما بنسبة 1% وأدى إلى تناقص الكمية المطلوبة منها بنسبة تزيد عن 1% كأن يكون 4% مثلا فعندها يكون الطلب على السلعة ذا مرونة سعرية عالية. إذا أدى التغيّر في السعر إلى تغير أقل من 1% تكون المرونة السعرية ضعيفة ومنعدمة. إذا أدّى التغير في السعر إلى انخفاض الطلب بنفس النسبة أي 1% وهي حالة خاصة وندعوها ( مرونة الوحدة للطلب)، وتأتي أهمية هذه الحالة من خلال أنه ورغم التغير في السعر إلا أن المخصص من دخل المستهلك لهذه السلعة يبقى ثابتا رغم تغير سعرها. إذا إنّ دور الأسعار هنا هو لتنسيق بين قرارات كل من (البائعين والشارين) وتقوم بدور الموجه للمنتجين والمرشد للمستهلكين، وباعتبار أن السوق هي آلية تعبرّ عن لقاء كل من البائعين والشارين أو المنتجين والمستهلكين فإن مفهومها يتجاوز الإطار المكاني وكمثال على ذلك ( التجارة الإلكترونية)، وبالتالي فإنها تقوم بدور المنسق بين الفعاليات الاقتصادية متأثرة بكلّ المتغيرات المجتمعية والمكانية وغيرهما ولكلّ شيء سعره الخاص به في السوق، و تتعرض الأسواق لتأثيرات كل من الكتلة النقدية والسلعية من خلال الإجابة على الأسئلة الثلاث التالية وهي ماذا أنتج ؟ لمن أنتج، متى أنتج؟، وبالتالي يحصل توازن السوق عندما تترافق (التغيرات الكمية) مع ( التغيرات السعرية)، وللوصول إلى توازن السوق السورية فإننا نقترح ضبط هذه التغيرات، أي تأمين الاحتياجات المطلوبة بالنوعية والوقت المناسب ووفقا لسلمّ الأولويات المجتمعية ومن ثم تحديد آلية تأمينها من الإنتاج الوطني أولا ومن ثمّ من الدول الصديقة مثل روسيا و إيران و الصين وبيلاروسيا ودول أمريكا اللاتينية الصديقة التي وقفت معنا في التصدي لهذه المؤامرة الملعونة ,وبنفس الوقت نقوم بالتصدير لها من منتجاتنا الوطنية، وعندئذ نحقق المنفعة المتبادلة من تأمين انسياب السلع والخدمات وتفعيل عوامل الإنتاج الوطنية، وهذا ما لمسناه عند زيارة السيد نائب رئيس مجلس الوزراء الدكتور قدري جميل أثناء زيارته لجمهورية روسيا الاتحادية، فهل نرسخ مفهوم المقايضة في علاقاتنا الاقتصادية وإقامة مناطق اقتصادية مشتركة والتعامل بالعملات الوطنية بدلا من الدولار واليورو وهاتان العملتان ليستا قدرا على الشعوب، فهل نبدأ ومسافة الألف ميل تبدأ بخطوة. |
|