|
دمشق
وفي هذا السياق جدد رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني الدكتور علاء الدين بروجردي معارضة بلاده لاي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية السورية مؤكدا ان عقد قمة عدم الانحياز في طهران يمكن ان يشكل فرصة مهمة للمساعدة في حل الازمة في سورية. وبين بروجردي خلال مؤتمر صحفي عقده في السفارة الايرانية بدمشق أن مبادرة بلاده التي ستقدم خلال قمة عدم الانحياز ستكون استكمالا لاجتماع طهران التشاوري الذي شاركت فيه أكثر من 30دولة ترفض التدخل الخارجي في سورية وتؤمن بالحل السياسي حيث سيعقد اجتماع خاص على هامش القمة يتم في نهايته تشكيل مجموعة اتصال منبثقة عنه لتوفير الارضية اللازمة للحوار بين الحكومة السورية والمعارضة ووقف العنف تمهيدا لحل الازمة. وأشار بروجردي الى أن أساس قبول هذه المسألة هو موافقة الحكومة السورية التي رحبت بدخول الحوار بصورة مبدئية كخطوة ايجابية بانتظار موافقة المعارضين الذين اختاروا الحل العسكري والدول التي تدعمهم للانخراط في الحل السياسي للبدء بعدها بالحوار مباشرة مبينا أن أعداد المرحبين بالحوار والحل السياسي تزداد يوما بعد اخر بعد تأكد أغلبية الدول من عدم جدوى العمل العسكري الذي تقوم به المجموعات الارهابية المسلحة. وأبدى بروجردي استعداد ايران الكامل لتوفير البيئة المناسبة للحوار بين الحكومة السورية والمعارضة من خلال ايمانها بأن الطريق الوحيد لحل هذه الازمة هو الخيار السياسي اضافة الى استعداد مجلس الشورى الايراني لعقد اجتماع لبرلمانات الدول التي تؤمن بضرورة الحل السياسي في معالجة الازمة السورية. وقال بروجردي انه في حال موافقة المعارضة لاجراء هذا الحوار يمكن الانطلاق بتنفيذ المبادرة نظرا لموافقة الحكومة السورية عليها لافتا الى انه بعد مفاوضات مع الدول المشاركة في قمة طهران القادمة لدول عدم الانحياز سيتم اعلان هوية المجموعات المعارضة التي أعلنت استعدادها للحوار. وجدد رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني معارضة بلاده للاجراءات التي اتخذتها الجامعة العربية ومنظمة مؤتمر التعاون الاسلامي بشأن تعليق عضوية سورية فيهما معتبرا أن هذه الاجراءات جاءت بضغط من الولايات المتحدة الامريكية. وفي رده على سؤال عن وجود تنسيق بين ايران والولايات المتحدة حول المبادرة الايرانية أكد بروجردي ان أمريكا هي العامل الاساسي لوجود الازمة في سورية فهي عملت منذ البداية وعوضا عن تشجيع الحل السياسي على توجيه ودعم حلفائها في المنطقة للسير في العمليات العسكرية ضد سورية ومن الطبيعي الا يكون هناك تنسيق معها حول هذه المبادرة. وأوضح ان أمريكا مارست كل أنواع الضغوط لالغاء عضوية سورية في الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي وقدمت الدعم والاسلحة للمجموعات الارهابية منتهكة حقوق الانسان وكل القوانين الدولية الى جانب تعطيلها مشاركة ايران في مؤتمر جنيف لعدم اتاحة الفرصة للحل السياسي في سورية مؤكدا ان التصور بان أمريكا قادرة على فرض ارادتها وتحقيق كل ما تطمح اليه هو تصور خاطىء. ولفت بروجردي الى ان كلا من روسيا والصين تعارضان السياسة الامريكية تجاه سورية والتدخل في شؤونها موضحا ان استخدامهما الفيتو لاكثر من مرة في مجلس الامن ووجود أساطيل لهما في البحر المتوسط يؤكد جديتهما في الدفاع عن سورية مستقلة. وبين أن السبب الرئيسي لمحاولات تغيير الهيكلية السياسية في سورية يأتي لانها محور للمقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي اضافة الى فقدان قاعدتهم الرئيسية في المنطقة بعد سقوط نظام الرئيس حسني مبارك في مصر حيث أدى هذا الامر الى خسارة كبيرة لامريكا في المنطقة. ولفت بروجردي الى أن بعض المعارضين الذين لا يبحثون عن الحل السياسي للازمة لم يستجيبوا لنداءات الحكومة في سحب السلاح والمسلحين مبينا ان ايران تؤمن بالاصلاحات في سورية وان توفير الامن والهدوء يعجل وتيرة تطبيقها. وأكد رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني ان التدخل العسكري في سورية بات احتمالا ضعيفا بعد وقوف روسيا والصين في وجهه بصورة قوية مضيفا ان أي حرب يمكن ان تشن ضد سورية ستنعكس أبعادها خارج الحدود السورية. وأوضح بروجردي ان الحملة الاعلامية التي تتعرض لها سورية باتت مكشوفة حيث يشوه الاعلام السلبي ما يحدث فيها عبر نقله صورة مغايرة لحقيقة الاوضاع فيها وقال هناك دمشق أخرى في بعض وسائل الاعلام غير تلك التي نحن فيها الان . وفي رده على عدد من أسئلة الصحفيين حول جهود ايران للتواصل مع دول المنطقة لحل الازمة في سورية اشار بروجردي الى ان ايران تعمل على تعديل السياسة التركية تجاه سورية كبلد جار موضحا انه اجرى مباحثات مفصلة مع الجانب التركي في هذا المجال املا في تعديل سياسة الحكومة التركية لتدعم الحل السياسي في سورية. وحول المباحثات الايرانية السعودية التي تمت مؤخرا خلال قمة منظمة التعاون الاسلامي في مكة المكرمة اعرب بروجردي عن امله ان تقوم السعودية بتشجيع المجموعات المسلحة على الانخرط بالحل السياسي والتخلي عن الخيار العسكري لافتا الى ان أي مباحثات في هذا المجال ستظهر نتائجها خلال قمة طهران القادمة. وأشار الى امكانية التفاوض حول اقتراح تشكيل لجنة اتصال تضم كلا من ايران ومصر والسعودية وتركيا كانت مصر اقترحتها لمناقشة الاوضاع في سورية مؤكدا ان أي خطوة في هذا المجال يجب ان تتم بالتشاور مع الحكومة السورية لانه بغير ذلك لا يمكن نجاح أي خطة. ولفت الى ان حركة عدم الانحياز يمكن ان تشارك في تقديم المساعدة في حل الازمة في سورية وخاصة ان مبادئها تقوم على المساعدة في استتباب الامن والسلام على مستوى العالم. وعن دور المبعوث الدولي الى سورية الاخضر الابراهيمي في حل الازمة في سورية اوضح بروجردي ان الابراهيمي له سابقة طويلة في حل الازمات حول العالم وان ايران تأمل منه الدخول بشكل عملي في حل الازمة من دون أي تأثر بآراء الدول الاخرى الداعمة للحل العسكري ضد سورية وخاصة ان الامم المتحدة تقع عليها مسؤولية تثبيت الامن والاستقرار في جميع البلدان. وفي رده على حالات خطف الزوار الايرانيين في سورية لفت بروجردي الى ان هذه المسألة تتعلق بقضايا انسانية وحقوق الانسان داعيا كل الدول الى ان تؤدي دورها الانساني لحل هذه القضية. اما بالنسبة للتهديدات الاسرائيلية لايران فأكد بروجردي ان اسرائيل لا تملك الجرأة لتنفيذ تهديداتها وهي تعرف جيدا النتيجة في حال ارتكابها لمثل هكذا حماقة وخاصة بعد هزيمتها خلال حرب تموز عام200٦وفشل عدوانها على غزة الامر الذي سيمنعها من اعادة تجربة هزيمة أخرى. |
|