|
|
ساخرة . وأن تربط صداقة بين شاعرين يحبان السخرية والفكاهة، فهذا سيعني مداعبات كثيرة بينهما. وهذا ما حصل فعلاً، ففي السبعينات من القرن العشرين تفتق ذهن الاثنين عن لعبة بارعة، يتسليان بها ويشغلان الناس لبعض الوقت، فقد اتفق الاثنان سراً على اختراع خلافات بينهما، وأن يقوما بهجاء بعضهما شعراً عبر الصحف والمجلات. واختارا مجلة الشبكة لتكون ساحة مساجلاتهما الشعرية. ولم يكن يعرف أحد بهذه اللعبة بين جورج جرداق وعاصي الرحباني إلا الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي كان يقول (ما تصدقوش.. دول مش مختلفين.. عم يلعبوا على القراء). وإحدى المساجلات الشعرية بدأها جورج جرداق بهجاء مر لعاصي وشقيقه منصور، ومما يقول فيها: هذا قصيدي في بني الرحبان أهل الذكا ومشايخ الزعران أهديه للإخوان في مصر وفي لبنان والبحرين والسودان لا ننكر الفن الرفيع وأنتما بالفن في بحريه نابغتان لكن متى انتفع الزمان بنابغ لص يروغ بثوبه لصان إن مر عاصي قلت هذا طائح كغضنفر من آل الكوباني كالثعلب المكار تضحك ذقنه للقن مختبئاً به صوصان كالغول يفتح عينه إما غفا وإذا صحا عيناه مغمضتان إن صاغ لحناً لا تحس لمكره عربي هذا اللحن أم طلياني وإذا بدا المنصور قلت له أعد للبر ما سلبت يد القرصان وأتى رد عاصي الرحباني على جورج جرداق سريعاً، يهجوه هجاء مراً. ومما قال فيه: أدجاجة الفرام قاقي.. قاقي بيضي على جرجي بني جرداق بيضي انقديه جرجري جرجي إلى قن الغرام وعنبر العشاق قد قام يهجونا ببعض قصيدة من صوت زرزور وبحة قاق شرشوحة الأبيات لم كلامها من ألف زاروب وألف زقاق يا جورج يا دب الغرام ونمسه يا شاعراً.. بطناجر ووجاق يا عود دندله على وتر النوى وادفعه للطبال.. والرقاق كي يضربوه على الضموم ثقيلة ضرباً سماعياً على أقصاق واسفقه يا كرباج باسمك سفقة حتى يغني.. ليت للبراق يا أهل مصر إن أتاكم زائر يحكي عن الأشعار في الأسواق دوروا بجرجي فوق جحش أعرج من شارع الموسكي إلى بولاق ولابد من توضيح بعض الكلمات التي جاءت في قصيدة عاصي، فجرجي هو اسم الدلع لجورج، والنوى وأقصاق مقامان موسيقيان، والرقاق هو ضارب الرق، ويا كرباج مقصود فيه الفنان انطوان كرباج الممثل في فرقة الرحابنة. |
|
