تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كذبـــة

ساخرة
الخميس 11-8-2011
أكرم الكسيح

- الكلام بسركم الأمور ملخبطة زيادة عن اللزوم لدي، وما زاد الطين بلة هو الخلل الذي أصاب الساعة البيولوجية لدي وأخذت عقاربها تتقاذف التهم فيما بينها عمن يقف وراء هذا الخلل،

أما نتائجه المباشرة فهو انقلاب الليل إلى نهار منذ بداية رمضان وسيطرة القلق على مجريات الوقت لدي في الليل واحتلاله كامل ملعب الليل عندي وفوق هذا وذاك طرد النوم من جفوني بالبطاقة الحمراء مع حرمانه من دخول الملعب طيلة شهر رمضان والسبب القبض عليه متلبساً بغفوة داخل منطقة الجزاء للحشرات القارصة، ولكن على مبدأ أن الأمل يولد من الألم فإن ذلك عرفني على فائدة جليلة في الليل، فعندما أقلب في محطات التلفزيون أرتاح لأن فرسان صنع الأخبار وخاصة في المحطات العربية قد غطوا في نوم عميق وأراحونا من بلاويهم وشرورهم وأخبارهم العاجلة والمستعجلة ومن مذيعاتهم المسترجلة، ولكن كل ما أتمناه ليس إصدار فتوى بتحريم الأخبار في التلفزيونات خلال شهر رمضان، بل إصدار فتوى بتحريم الكذب في هذه المحطات أو دفع كفارة عن كل كذبة في المحطات التلفزيونية وأنا متأكد أن الكثير منهم سيعلن إفلاسه قبل نهاية الشهر، وعلى سيرة الكذب العرب تفننوا في أمثالهم عن الكذب فقالوا: كذبة بيضا والكذب ملح الرجال وكذبة أول نيسان إلا أن الأوروبيين والغرب منهجوا الكذب وأطلقوا عليه كلمة الدعاية أو وسائل الإعلام ومن هنا ابتليت البشرية بهذا الوباء الذي اسمه الإعلام فوزير الدعاية لدى هتلر هو صاحب نظرية: اكذب.. اكذب.. حتى يصدقك الآخرون، والفن العربي رصد هذه الظاهرة، فعبد الحليم حافظ يقول في أغنيته لا تكذبي، وآخر يعد محبوبته بإسوارة 14 عيارة فتقول له: كذاب كذاب، وقس على ذلك.‏

المهم في الموضوع لو امتنع الناس عن الكذب ليوم واحد في الأسبوع لوجدت الجميع يشتري كل حاجياته في هذا اليوم، هذا إذا فتحت المحال التجارية.‏

- يقولون: إن الولايات المتحدة رفعت سقف الدين العام لديها فاضطربت أسواق المال العالمية لتداعيات هذه الخطوة ومنعكساتها، وهذا ماأقلقني كثيراً فاضطراب أسواق المال بالنسبة لي كارثة لأنه الكلام ليس للنشر استطعت أن أوفر بحدود عشرة آلاف ليرة من القرض الذي كبست به على نفس الراتب عندي والآن لا أعرف أين سأستثمر هذا المبلغ في الأسواق الآسيوية أم الأوروبية أم الأميركية، إنني في حيرة من أمري ولكون الموضوع افتضح وانكشف المستور وانعرف المبلغ أفضل حل أن أشتري به لباساً للأولاد على العيد.‏

- بعد الأخير: جاء الزوج مسرعاً وصرخ أمام البناية التي يقطن فيها منادياً زوجته في الطابق الرابع بأن تنزل إليه وعندما استفسرت عن السبب فقال لها إنه ربح الجائزة الكبرى في اليانصيب وحتى يذهبا لشراء ما يتمنيانه فنزلت كرفتة وهي تقطع الشارع مسرعة دهستها سيارة فاندهش الزوج وقال: مو معقول.. مو معقول جائزتان في يوم واحد!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية