تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بعــــد الغيــــاب

رؤية
الخميس 11-8-2011
وفاء صبيح

يحلو لبعض النقاد تصنيف محمود درويش على أنه صاحب حداثة شعرية افتقدها الشعر العربي، قبله، طويلا. ولا أظن أحداً يشكك بالنسق الشعري الجديد الذي تمكن الشاعر الراحل من صياغته.

قامة برفعة محمود درويش توفر تربة خصبة للاختلاف معها وحولها وحول ما تركت، والسلوك الثقافي يدفعنا، في مرحلة لاحقة، إلى الاختلاف في كيفية تناولنا لهذه الشخصية الثرية دراميا.‏

ولأننا أمة لاتؤمن كثيرا بالاختلاف الثقافي، وجدنا مسلسل « في حضرة الغياب» يشذ عن السياق، ويقترب من إشعال حرب ثقافية بين جهة الإنتاج السورية ومؤسسة محمود درويش الفلسطينية، وقد حرك هذا السجال بين الجهتين مشاعر الغيظ عند الكثيرين، ممن حاولوا النظر الى النصف المليء من الكأس، فثلاث أو أربع حلقات لاتكفي لإطلاق حكم تقييمي على عمل يمتد لثلاثين حلقة، كما ان «عين الحب عن كل عيب كليلة» لم تجد لها أي صدى في المؤسسة الفلسطينية، التي توقع لها البعض ان تقيم الدنيا ولا تقعدها حفاوة بمسلسل كلف ملايين الدولارات دون أي مساهمة منها.‏

المؤسسة الفلسطينية عملت على «وعين البغض تبدي المساويا» وآزرها في ذلك بعض المثقفين العرب، فقد فتحت نار البيانات والتصريحات والتعليقات على المسلسل في أول يوم عرض له، ولم تسجل ملاحظاتها واحدة تلو الأخرى، لتقدم في نهاية العرض، ملاحظات مبنية على رؤية متكاملة غير مجتزأة، الأمرالذي يجعلنا نميل إلى أن دوافع الهجوم على حضرة الغياب تتعدى الشعري والدرامي الى ما هو أكثر تعقيدا.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية