|
آراء تناول الكتاب بالشرح عدة نقاط، من أهمها: التخطيط الإعلامي وضروراته، الذي هو عبارة عن اتخاذ التدابير العملية للاستفادة المثلى من الإمكانات والقوى والكفاءات الإعلامية المتاحة لتحقيق أهداف واضحة مستقبلية، في إطار سياسة إعلامية محددة، يجري تنفيذها تنفيذاً فعالاً، ومن هذه التدابير: - تعبئة القدرات والإمكانات الإعلامية واستغلالها بطريقة مثلى. - التنسيق بين القوى المتفاعلة لتوفير الجهد والوقت. - الاستفادة المثلى من التقدم العلمي في مجال العمل الإعلامي . ويرى الدكتور «الجباوي» أن التخطيط الإعلامي أمر مطلوب ولاسيما في حل المشكلات، كتلافي خطر الأزمات لأنه من غير المجدي ترك الأمور للتجربة أو الخطأ أو الارتجال، وعليه فالتخطيط من المرتكزات الأساسية للعملية الإعلامية، إضافة إلى هندسة الإعلام، لإيجاد سياسة إعلامية متكاملة. لقد أدى التطور التكنولوجي في وسائل الإعلام إلى تغيير كبير في أدوار المؤسسات الإعلامية، وخلق آفاق سلوكية جديدة، وظهور مصطلحات غريبة شكلت غزواً ثقافياً للمجتمعات، وأتت العولمة لتشكل تحدياً جديداً وجدياً، فحلم العولمة الحقيقي هو إيجاد عالم بلا حدود، وما العولمة في حقيقة الأمر سوى أداة من أدوات السيطرة، والوجه الآخر للمال والسلطة، لقد تسللت العولمة الإعلامية إلينا بتطور متسارع، حيث أصبحنا ضحايا وسائل الإعلام المعاصرة ولا سيما الإنترنت، والأقنية التلفزيونية الفضائية، التي تقوم بدور متعاظم في صياغة تصوراتنا عن القيم والأفكار والأشخاص والأشياء. ويرى الكاتب « ممدوح سليمان العامري» أن الأزمة هي نقطة تحول في موقف مفاجئ يؤدي إلى أوضاع غير مستقرة، ما يهدد المصالح والبنية الأساسية، وتحدث عنها نتائج غير مرغوب بها، وكل ذلك قد يجري في وقت قصير يلزم معه اتخاذ قرار محدد للمواجهة, تكون فيه الأطراف المعنية غير مستعدة أو قادرة على المواجهة، وتظهر الأزمة عندما تخرج المشكلات عن نطاق السيطرة, وتتلاقى الأحداث، وتتشابك الأسباب بالنتائج، ويفقد معها متخذ القرار قدرته على السيطرة على المؤسسة وعلى اتجاهاتها المستقبلية، وهكذا فإن إحدى وظائف الإعلام هي الحيلولة دون حدوث أزمات والتغلب عليها في حال حدوثها، وهذا ما يسمى بإدارة الأزمات، ولا يعد حدوث الأزمات شيئاً جديداً في حد ذاته، سواء أكان على مستوى الفرد أم على مستوى الدولة ككل، ولكن الشيء الجديد هو أن الباحثين بدؤوا يولون هذه القضية الاهتمام اللازم، لأنهم شعروا أن بإمكانهم فعل شيء حيال الأزمات وتحليلها، كما أن علم إدارة الأزمات، بدأ يظهر نتيجة لأن التطور العلمي والتكنولوجي قدم وسائل وأدوات للتعامل مع الأزمات وإدارتها وتحليلها . إن للإعلام دوراً مهماً وبارزاً في التخفيف من حدة الأزمات والكوارث، ومن أهم وأبرز عناصر الإعلام في التخفيف من حدة الأزمات والكوارث هو أن يتم تزويد الجماهير بالحقائق للحد من انتشار الشائعات والأخبار الكاذبة حول الأزمة، والحقائق الواضحة تعمل على تنوير أفراد المجتمع ما يساعدهم على تكوين رأي عام صحيح، وذلك عن طريق الإقناع بالمعلومات والحقائق القائمة على الدقة والوضوح. ونظراً لأن الأزمات والكوارث لها طابع خاص يتسم بالسرعة في التغير والتحول، أصبح التخطيط الإعلامي في المراحل المبكرة مهماً جداً فالوقت عامل مهم إلى حد كبير في مواجهة الأزمات لذلك يجب أن يستثمر استثماراً جيداً، وهو يمثل أحد العوامل المهمة في نجاح الجهود المبذولة لمواجهة الأزمات والكوارث، وهذا يتطلب الاستفادة من عامل الزمن عند بذل الجهود الإعلامية قبل وخلال وبعد مواجهة أي أزمة، وذلك بغرض توجيه الجماهير عن طريق وسائل الإعلام وحثها على التعاون وتقديم يد العون لفريق إدارة الأزمة، والمشاركة في عمليات الإنقاذ والإسعاف والإخلاء. والتخطيط الإعلامي في مواجهة الأزمات والكوارث هو عبارة عن الجهود والنشاطات التي تمكن من صياغة الخطط الإعلامية اللازمة علمياً وعلى أساس الخبرة المستمدة من التجارب السابقة للعمل على توعية أفراد المجتمع بالطريقة الصحيحة والملائمة للتعامل مع الأزمات والكوارث، وذلك بالحد من آثارها السلبية، والعمل على احتوائها قبل استفحالها، وتقليل نسبة الخسائر الناتجة عنها . إن التخطيط الإعلامي الجاد يعمل على تحقيق تفاعل بناء بين عناصر إدارة الأزمة، ما يؤدي إلى المساعدة في تنفيذ الخطة الموضوعة لمقاومة الأزمة، خلال تفعيل عمليات التنسيق والمتابعة، ويعني وضع الخطط الإعلامية التي يتم الإعداد المسبق لها لغرض القيام بها عند وقوع الأزمات من خلال تحديد الجهود الإعلامية التي من المفترض أن يقام بها وتحديد زمانها ومكانها، والغرض من التخطيط الإعلامي لمواجهة الأزمات توفير الدعم والمساندة اللازمة إعلامياً لفريق إدارة الأزمة. وفيما يتعلق بأهداف السيطرة على الأزمة فهناك ثلاثة أهداف رئيسة، هي : وضع نهاية فورية للأزمة، جعل الخسائر في حدها الأدنى، إعادة الثقة. |
|