تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قراءة في النافذة.. إرادة الرجال

آراء
الخميس 11-8-2011
د. اسكندر لوقا

ثمة قناعة ثابتة في الذاكرة البشرية حول مفهوم الإرادة، وهي مبنية على تبعات العديد من الأمثلة التي لا يمكن أن تحصى عبر مرور الأزمنة، منذ بدء التاريخ وحتى اليوم. والإرادة هنا تعني،

بشكل أو بآخر، الثبات في الموقف اعتماداً على قاعدة الثقة بالنفس. ومن هنا أيضاً القول: إنه لا توجد في الحياة عقبة لا تستطيع إرادة الرجال- الرجال قهرها .‏‏

هذه القاعدة أثبتت ذاتها على مدى السنوات والقرون ولم تفشل يوما مع توافر الثقة بالنفس وعدم تخطي الموضوعية في سياق مواجهة العقبة أيا كان نوعها وأيا كان مصدرها.‏‏

في هذا السياق، وحتى تحقق هذه القاعدة حضورها على أرض الواقع، لابد أن تتضافر جهود المؤمنين بجدواها كي يكون لها حضورها الملموس في المجتمع أو البيئة التي تحتضن هواجس أفرادها ، بين الحين والآخر، طبقاً للظروف التي تفرض نفسها على هذا المجتمع أو ذاك، على هذه البيئة أو تلك.‏‏

ولقد خبرت سورية ظروفا من هذا القبيل، ولم تتخل يوما عن وفائها لإرادة أبناء شعبها بالرغم من محاولات إحداث الشرخ بين شرائحهم المتنوعة والمتجانسة في ضوء ما كانت تتعرض له في أزمنة القهر والاستعمار منذ قرون بعيدة حتى يوم الاستقلال والعبور إلى الزمن الراهن.‏‏

ولأن الإرادة حين تكون الثقة بالنفس أحد مكوناتها الرئيسة، فمن البديهي أن تكون قادرة على تخطي العقبات وأن تهزم أتباعها وأزلامها بتعبير أدق، من أجل عرقلة مسيرة أبناء أي بلد من بلدان العالم، عندما يستمد هؤلاء الأبناء مقومات المواجهة والتصدي لأعداء بلدهم من تاريخ الأجداد والأبناء، وثمة مشاهد لا تعد ولا تحصى عن أبناء شعبنا في سورية اليوم تروي حكايات تبقى عالقة في الذاكرة عن ظروف مواجهة الأعداء والخصوم الذين حاولوا إعاقة عجلات التقدم إلى الأمام والأعلى مرات ومرات .‏‏

واليوم، إذ تتصدى سورية، بطليعة أبنائها المؤمنين بأمجاد الرجال الذين مهدوا الطريق لاستقلال وطنهم وإفشال مخططات تقسيمها وشرذمتها، فإنها تؤكد مجددا أنها تبقى رافعة شعار المقاومة لا الممانعة فحسب، وذلك على غرار مواقف السلف من أبناء الوطن في أزمنة ما قبل اندحار الاستعمار عن أرض سورية، عثمانياً أو فرنسياً وسوى ذلك إلى غير رجعة.‏‏

Dr-louka@maktoob.com ‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية